قدم الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ خطته التوفيقية الجديدة للإصلاح القضائي التي أطلق عليها اسم "خطة الشعب" في خطاب متلفز إلى الشعب الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، وتسعى الخطة، التي وضعها الرئيس بنفسه دون مشاورات مع الائتلاف الحاكم أو المعارضة، إلى إيجاد حل وسط، تحت سطوة احتجاجات عارمة عمت البلاد على خلفية خطة الحكومة لتغيير وجه القضاء الإسرائيلي.

وبين المقترحات التي طرحها هرتسوغ في خطته كان وضع بند المساواة في قانون الأساس كرامة الانسان وحريته. ويذكر ان وفد الشخصيات العربية الذي زار هرتسوغ بالأمس في مقره والذي كان مكونًا من أكاديميين وقياديين، وضع من بين مطالبه، مطلب سن قانون المساواة.

وقال هرتسوغ في خطابه إلى الأمة مساء الأربعاء أن الكراهية والخوف الذي شاهده على خلفية التشريع هو أمر من "أسوأ كوابيسه". "في حياتي، في أسوأ كوابيسي، لم أفكر أبدًا أنه يمكن أن يكون هناك مثل هذا الكراهية العميقة والخطاب المرعب. حتى لو جاء من طرف أقلية".

وأوضح هرتسوغ أنه لا يمكن السماح بالعنف، وأن الجيش يجب أن يكون مستعدًا لمحاربة أولئك الذين يتسببون في المشاكل في جميع أنحاء البلاد. وأضاف: "من يعتقد أن الحرب الأهلية هي أمر لن ندركه، لا يعرف عما يتحدث. لن أسمح بحرب أهلية. يجب أن يكون جيش الدفاع الإسرائيلي خارج أي جدل، بما في ذلك رفض الخدمة من أي نوع".

عمت الاحتجاجات ضد التشريع المقترح لأكثر من شهرين في جميع أنحاء البلاد، وشهدت خروج ملايين الإسرائيليين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد في محاولة تستهدف التأثير عمداً على اقتصاد البلاد، وأثارت مشاهد العنف التي رافقت الاحتجاجات في تل أبيب قبل أسبوعين مخاوف من أن تؤدي القضية السياسية، التي تصدرت الأخبار الإسرائيلية، إلى مزيد من الاشتباكات في الأسابيع المقبلة.

حاول المتظاهرون ضد الإصلاح القضائي منع نتنياهو من السفر إلى برلين عن طريق منع حركة المرور حول مطار بن غوريون بعد ظهر الأربعاء، تمامًا كما فعلوا قبل رحلة رئيس الوزراء إلى روما. في الأسبوع الماضي، أجبر الحصار نتنياهو على استخدام مروحية للسفر من القدس إلى المطار.


أقر البرلمان الإسرائيلي القراءة الأولى لمشروع القانون المثير للجدل في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، لدفع إجراء من شأنه أن يسمح للمشرعين بحماية القوانين من المراجعة القضائية. وانقسمت الجلسة الكاملة بين خطوط الائتلاف والمعارضة، حيث صوت 61 لصالح الإجراء، و52 صوتًا ضده بعد فترة طويلة من التعطيل. بحال تم تمريره، فسيكون البرلمانيون الإسرائيليون قادرين على إضافة بند تجاوز لحماية قوانين معينة من المراجعة القضائية بأغلبية 61 من أصل 120 مقعدًا، يبقى ساريًا طالما ظل الائتلاف في السلطة. بعد عام، يمكن النظر في التمديد.

كما سيحد القانون المقترح من المراجعة القضائية للمحكمة العليا، مما يتطلب 80 في المائة من قضاتها لإلغاء القانون.

يعتبر هذا التصويت الأول ويتبعه تصويت ثان وثالث في الطريق لأن يصبح قانونا نافذا. في الوقت الحالي، سيتم تحويله إلى لجنة الدستور والقانون والقضاء في إسرائيل لإجراء مراجعات عليه قبل التصويت النهائي، والذي يأتي عادة في تتابع قصير.

مشروع القانون المثير للجدل هو جزء من الإصلاحات التي اقترحها وزير القضاء ياريف ليفين والتي أثارت احتجاجات حاشدة في البلاد، حيث شارك ما يقدر بنحو 300 ألف شخص في المظاهرات يوم السبت الماضي. يقول المعارضون إنه إذا تم تمرير مشروع القانون، فإنه سيمنح ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سلطة مطلقة.

د. ثابت أبو راس بعد زيارة هرتسوغ: "ما يحصل في البلاد فرصة لطرح مشاكل مجتمعنا الأساسية"

وكان قد عقد مساء الاثنين في بيت رئيس الدولة، يتسحاك هرتسوغ، اجتماع خاص ضم عدد من قيادات المجتمع العربيّ للحديث حول موقف المجتمع العربيّ من التغييرات القضائية.


د. ثابت ابو راس، مدير صندوق مبادرات ابراهيم، تحدث حول الزيارة قائلًا: "بادرت وبعض النشطاء من المجتمع العربي، لطلب لزيارة رئيس الدولة لشرح تصورنا كمواطنين عرب فلسطينيين في الدولة بخصوص كل ما يحدث حول الانقلاب القضائي الدستوري، والذي على ما يبدو سيعزز يهودية الدولة وتدينها، أي "الديمقراطية الاثنية الناقصة" في الدولة. قمنا بتقديم ورقة ملخص واستنتاجات لما كان خلال اليوم الدراسي الذي اقامته مجموعة بكرا بالتعاون مع المعهد الاسرائيلي الديمقراطي" واكمل: "مما لا شك فيه اننا كمواطنين عرب في الدولة لدينا اراء مختلفة حول الكثير من المواضيع ولكن كان هناك اجماع على الحاجة لتوصيل صوتنا كعرب حول موضوع الانقلاب القضائي لرئيس الدولة".

فرصة لفتح باب المواضيع التي تخص الأقلية العربية

وانهى حديثه قائلًا: "الدولة تمر بالكثير من الصعوبات مؤخرًا، ولكن قد تكون هذه فرصة لفتح باب للمواضيع التي تخص الاقلية العربية كقانون المساواة وغيرها من المواضيع".


وحول تجاوب رئيس الدولة مع الموضوع قال: "الرئيس استمع لما، وشرح لنا عن ان عملية الانقلاب القضائي ستكون مركبة، وكذلك عن حالة الاستقطاب في المجتمع الاسرائيلي، ولكنه اوضح انه لا يمكن غض النظر عن المجتمع العربي في الدولة".

شخصيات مؤثرة على مستوى المجتمع العربي من مختلف المجالات

وشارك اللقاء عدد مقلص من القيادات من بينهم مديرة ومؤسسة موقع "بكرا"، غادة زعبي، مدير صندوق مبادرات إبراهيم ثابت أبو راس، مديرة شركة "ناس" د. نسرين حاج يحيى، مديرة تسوفن ميسم جلجولي، عضو الكنيست السابق سندس صالح، البروفسور والمحاضر في مجال القانون محمد وتد، سيدة الأعمال ريم يونس، المحامية حنان الصانع، المحامي علاء بدران إضافة إلى عدد من النشطاء والناشطين بحضور الناطق بلسان المجتمع العربيّ عزمي كعبية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]