أطلقت دار طباق للنشر والتوزيع، مساء اليوم الأربعاء، كتاب "العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة"، للأسير القابع في سجن "هداريم" قتيبة مسلم، وصدر في طبعته الأولى بالقطع المتوسط، ويقع في 220 صفحة.

ويتناول الكتاب في أربعة فصول: تفاصيل ولادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ونظرة بن غوريون الخاصة به، والردع الإسرائيلي ما بين الأمن القومي والقانون الدولي، والجيش والإرث الديني والأيديولوجية الصهيونية، وعقيدة قتل العرب لدى الجيش الإسرائيلي وتصويرها بأنها قمة الاخلاق.

وقال أمين عام المكتبة الوطنية الوزير عيسى قراقع إن الأسير قتيبة الذي يقبع سجون الاحتلال لأكثر من عقدين ومجموع اعتقالاته تجاوز 30 عاما، ومحكوم بالسجن 37 عاما، وهو من سكان بلدة تلفيت في نابلس، وأصدر عدة روايات وأكمل تعليمه داخل السجن ويحمل شهادة الماجستير.

وأضاف أن الكتاب يقدم 4 دراسات، وقد استخدم الباحث الأسير مئات المراجع وهذا يدل على الإرادة الحرة وعلى السعي للعلم، وأن عدد المصادر التي قرأها لا يستطيع إنسان خارج السجن أن يقرأها، وهذا تحدي كبير للسجن والسجان وظروف العزل والحرمان.

وقال إن الكاتب أراد أن يصل لإجابة على سؤال، كيف لشعب تعرض للمحرقة والإبادة على يد النازية أن يمارس نفس الأفعال ويطبقها على الشعب الفلسطيني.

وقال إن الكتاب مليء بالتفاصيل والمعلومات والتحليل، ومن الضروري أن يصبح مرجعا للطلبة في الجامعات، فالفكرة الأساسية منه هي نفي الرواية الصهيونية والسردية الكاذبة والمخادعة التي خدعت العالم زمنا طويلا، كما يحاول أن يؤسس لرواية فلسطينية حقيقة تحافظ على حقه وعلى أرضه، ولعل هذا الدافع الأساسي لكتابة الكتاب.

بدوره، قال الكاتب عبد الغني سلامة إن أهمية الكتاب أنه يعمل على توضيح الرواية الصهيونية والعقائدية التي تقوم عليها، من خلال مقارنة الأيديولوجيا بممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأخلاقياته، وكل الإرث الذي يقوم عليه ويجري تفكيكه من قبل الأسير ويركز على موضوعات محددة من عقيدة الجيش.

وقال إن الكتاب يحمل قيمة معرفية كبيرة، وهو يحمل 4 فصول، يتحدث عن الصهيونية بشكل عام وكيف حولت المجتمع الإسرائيلي لمجتمع عسكري مليء بالسجون والجدران والجنود والمستوطنات والأسلحة ولا يشبه أي مجتمع آخر، ويؤكد كيف أن الحركة الصهيونية منذ بدايتها تستند للرموز والمفردات الدينية.

وأضاف سلامة أن أهمية الكتاب تكمن في كيفية تفكيك الرواية الصهيونية وتسليط الضوء على البنية الأيديولوجية للحركة الصهيونية وأصولها الفكرية، ويربطها مع ممارسات إسرائيل وجيش الاحتلال إزاء الشعب الفلسطيني وخارج حدود فلسطين، وكيف بني على هذه العقيدة المستوحاة من النصوص التوراتية المليئة بالعنف والبطش والدمار.

ودخل الأسير مسلم (54 عاما) من بلدة تلفيت جنوب نابلس، عامه الـ23 على التوالي في سجون الاحتلال، وكان قد أمضى قبل اعتقاله عام 2000، أكثر من تسع سنوات في سجون الاحتلال، حيث تعرض للاعتقال منذ أن كان طفلا، وبذلك تكون مجموع سنوات اعتقاله 32 عاما.

ويُعتبر من الأسرى الفاعلين في سجون الاحتلال في مسار التعليم، وأصدر سابقًا كتب (حروف من ذهب، وآخر قبلة في السجن، وزنزانة وأكثر من حبيبة).
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]