قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن الاختلاف والتنوع أحد الحقائق البشرية الكبرى، التي لا يمكن لأحد ما إنكارها أو نفي وجودها، لافتًا إلى أن الشريعة الإسلامية تذكر تلك الحقيقة البشرية، إنما أرادت أن تؤكد أن الخلاف سنة كونية، وهو ما ورد في قول الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).

وتابع المفتى، خلال حلقة برنامج حديث المفتي، المذاع على فضائية الناس، اليوم الاثنين: الشريعة الإسلامية، تقطع الطريق على تلك الأفكار المضطربة التي تتصور أن هناك طريقا لإنهاء الاختلاف بين البشر، أو من الوارد تنميط الناس وتوحيدهم، على نموذج واحد له نفس الثقافة والمعتقد، والقناعات، كما أرادت الشريعة أن تؤكد على التفاعل الاجتماعى بين أفراده، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
 
إدارة الخلاف والتنوع
واستكمل المفتي: لا نبالغ حين نقول إن كافة المآسى التاريخية، تفجرت من سوء إدارة الخلاف والتنوع، فالخلاف الذي يعد أحد مواطن الثراء الحضاري، تعاطى الكثيرون معه على أنه أزمة هوية وصراع وجود، ولجأوا معه إلى القوة والعنف ظنا منهم حسم الخلاف، والواقع أن الخلاف والتنوع طبيعة بشرية ستستمر طالما الإنسان موجود، فالاختلاف هو عين الرحمة وغاية الرقي والكرامة الانسانية، وهذا ما فهمه علماء المسلمين الأكابر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]