تواصل عملية استيراد الأبقار البرازيلية إثارة الجدل في المغرب، حيث حذرت فعاليات مدنية وسياسية من احتمالية حدوث "تلوث جيني" قد يؤثر على التنوع البيولوجي للثروة الحيوانية المحلية.

ووصل النقاش حول الموضوع إلى البرلمان المغربي، حيث وجهت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، حياة لعرايش، سؤال إلى وزير الفلاحة والصيد البحري، عن الإجراءات المتخذة للتصدي لخطورة العناصر الجينية الجديدة التي تحملها الأبقار البرازيلية المستوردة.

وكان المغرب قد استورد 2800 رأس من الأبقار البرازيلية الشهر الماضي، تنضاف إلى 20 ألف رأس من الأبقار تم استيرادها من مجموعة من الدول، بهدف تموين الأسواق باللحوم الحمراء والحد من ارتفاع الأسعار.

حماية السلالة المحلية

تقول النائبة البرلمانية حياة لعرايش، أن السؤال الكتابي الذي وجهته إلى وزير الفلاحة عن احتمالية حدوث "تلوث جيني" يأتي للفت الانتباه إلى المخاطر التي قد يحملها تجانس الأبقار المغربية مع البرازيلية على المنتوج المحلي.

وتضيف لعرايش في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن استيراد الجاموس البرازيلي يمكن أن "يؤدي إلى تأثير سلبي على التنوع البيولوجي للثروة الحيوانية الوطنية بسبب "التلوث الجيني" المحتمل، الأمر الذي سيؤثر على النظام الغذائي للحيوانات الأخرى والمواطنين".

وتشدد البرلمانية على ضرورة العمل على تشديد المراقبة على الأبقار المستوردة من خارج البلاد، والالتزام بالهدف من العملية والمتمثل في التصدي للنقص الحاصل في اللحوم الحمراء والحد من الارتفاع المهول في أسعارها.

تشديد المراقبة

وتعليقا على المخاوف من حدوث "تلوث جيني" للثروة الحيوانية الوطنية، يؤكد رئيس الجامعة الوطنية لحقوق المستهلك بوعزة الخراطي، على ضرورة السهر على التتبع الدقيق لعملية ذبح جميع الحيوانات التي تم استيرادها من أجل تموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء.

ويضيف الخراطي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن جمعية حماية المستهلك قد سبق لها أن دقت ناقوس الخطر في ما يتعلق بإمكانية حدوث "تلوث جيني" ناتج عن تناسل العجول البرازيلية المستوردة مع الأبقار المحلية.

ويؤكد المتحدث، أن الحرص على توجيه الأبقار المستورة إلى الذبح، سيمكن من تفادي تكرار سيناريو "التلوث الجيني" بسبب استحواذ الأبقار الأوروبية المعروفة بجلدها الأبيض والأسود على السوق الوطنية حيث لم تعد تشكل الأبقار المحلية سوى 20 في المائة.

ويشدد الخراطي، على أن استيراد الأبقار بغرض تحسين النسل أو مقاومة الأمراض يجب أن يتبع مساطر وإجراءات تعتمد على معايير مختلفة، مشيرا في الآن ذاته إلى "صعوبة تربية الأبقار البرازيلية في المغرب، حيث تحتاج إلى مناخ رطب توفره بعض المناطق التي تعيش فيها مثل الهند والبرزايل".

جودة الأبقار البرازيلية

وقد سبق جدل "التلوث الجيني" نقاش متعلق بجودة وسلامة الأبقار البرازيلية المستوردة، وتساؤلات حول ما إذا كانت من فصيلة الجاموس البرازيلي.

يقول رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، محمد جبلي، إن الأبقار البرازيلية التي استوردها المغرب مؤخرا تعتبر من أجواد أنواع الأبقار في السوق الدولي، مؤكدا أن شكلها المختلف عن الأبقار المحلية هو ما خلق نوعا من الجدل وسط المستهلكين المغاربة.

ويتابع جبلي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تلبية حاجيات السوق الوطني من اللحوم الحمراء بأسعار مناسبة، يتطلب الاعتماد على سلالات مختلفة من الأبقار لتوفر الإنتاج الكافي وبالجودة المطلوبة.

ويؤكد المتحدث، على أن الأبقار المستوردة من البرازيل الشهر الماضي ستوجه جميعها للذبح، لافتا إلى أنه من المصعب تربية هذا الصنف من الأبقار التي تعيش وترعى في المساحات الشاسعة ويصعب السيطرة عليه عكس الأبقار الأوروبية.

وتفاعلا مع جدل الأبقار البرازيلية كان وزير الفلاحة المغربي محمد الصديقي، قد أكد أن تلك الأبقار المعروفة باسم "نيلور" من الأصناف الجيدة وتنتج منها البرازيل 214 مليون رأس، وتصدر على الصعيد العالمي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]