الألوان هي أسهل طريقة لإضفاء الحيوية إلى ملابسك، وخزانتك عموماً، لذلك فهي المسار المثالي للحصول على مظهر ملائم جداً لفصل الربيع. أبرزي جمالك بالأحمر القوي والبرتقالي الملتهب والأصفر الساطع والأزرق والأخضر، أو عبّري عن ميلك للطابع الملكي بتدرّجات البنفسجي والأرجواني المفعمة بالحيوية. احرصي دائماً على اختيار درجة اللون ذات التأثير العالي، أو ما يسمّيه خبراء الموضة بـ «لون البوب» Pop Up Color. غير أنّ الشيء الأكثر روعة في «لون البوب» هو أنه بمجرد العثور على لونك المفضل، يمكنك مزجه في جميع أنحاء خزانة ملابسك للحصول على أسلوب مميز حقاً.

تعود اتجاهات ألوان الموضة إلى القرن التاسع عشر، عندما ابتكرت مصانع النسيج الفرنسية كتباً مطوية باستخدام بطاقات ملونة. غدت هذه البطاقات أداة أساسية لصناعة النسيج، وأصبحت فيما بعد طريقة شائعة في أمريكا الشمالية.
إلى أن جاءت اتجاهات الألوان من دور الأزياء الراقية الباريسية، التي تحدّد معايير الاتجاهات في كل موسم. توافد الجميع إلى باريس للحصول على أحدث صيحات الموضة، لكن ذلك توقف بشكل صارخ خلال الحرب العالمية الأولى. كان العالم في موقف ثابت، ولم يعد بإمكان الأمريكيين الحصول على بطاقات العينات لأن البريطانيين منعوهم من دخول أوروبا. كان عليهم الاعتماد على مواردهم الخاصة، وأنشأوا «جمعية بطاقات ألوان المنسوجات». وأولى متنبئات الألوان المحترفات في أمريكا، هي مارجريت هايدن رورك Margaret Hayden Rorke التي كانت رئيسة الجمعية المذكورة لما يقرب من أربعين عاماً. وكانت «جمعية بطاقات ألوان المنسوجات» تصدر بطاقات الألوان الأمريكية القياسية، التي كانت صالحة لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات.
من عام 1929 إلى الأربعينيات، استعانت رورك Rorke بزميلتها الأمريكية بيتينا بيدويل Bettina Bedwell، كي ترسل بدورها تقارير اتجاهات الألوان الخاصة بها، للمقارنة بين توقعات الخبيرتين. واستخدمت Rorke هذه التقارير لتعزيز مكانة الجمعية كقائد مهيمن في التنبؤ بالألوان.

عاشت حقبة الثلاثينيّات محنة الكساد الكبير، ما أشعر الناس باليأس والإحباط، لذلك، تم إبراز لوحة الألوان بأنماط أكثر إشراقاً، وأصبحت ألوان البرقوق والأخضر الداكن والأزرق البحري شائعة جداً.

شهدت الخمسينيات فترة ازدهار اقتصادي وبدايات جديدة. وانعكست الروح المعنوية المبهجة مع لوحة ألوان زاهية، مع الأصفر والأحمر الساطعين.

في الستينيّات، برزت أشكال وشعارات هندسية، مع ألوان طبيعية زاهية، انعكست في الملابس والديكور والسيارات. وكانت الموضة مستوحاة من موسيقى الروك أند رول البريطانية وفن البوب وحركة الهيبيز.

أطلقت السبعينيّات حركة الألوان الزاهية والصاخبة، التي كانت تعكس ثقافة الديسكو. في هذه الفترة كان هناك تمايز في الأزياء المعتمدة، وكان من الرائج أن يتم إبراز الكثير من التفاصيل في الطلّة الواحدة.

في عام 1986، أنشأت شركة بانتون Pantone معهد Color InstituteTM الخاص بها، وأصبحت رائدة في التنبؤ بالألوان والاتجاهات، والتوجه إلى المصمّمين والعلامات التجارية. وفي عام 1988، وضع المعهد معايير جديدة للنسيج والتصميم والصناعات المنزلية.

في التسعينيّات، عزّزت حركة الجرونج Grunge الموسيقية، والتي تجمع ما بين الروك أند رول والثقافة السفلية Underground Culture، العودة إلى الأصالة والتعبير عن الذات، ورفض وضع الموضة الراهن، في إشارة إلى أن كل شخص فريد من نوعه. في حين أن بعض الأزياء أتت هادئة وبسيطة، إلا أن بعض ملابس التسعينيات تضمّنت نغمات زاهية وصاخبة، مثل البنفسجي الساطع والأحمر والأخضر والأزرق.
في عام 1999، أطلقت Pantone أول لون من سلسلة «ألوان العام»، وكان الأزرق السمنجوني أو الأزرق اللازوردي Cerulean Blue لون الألفية الجديدة، وكان مصحوباً بألوان أخرى في الموضة طوال المواسم.

اغتنت لوحة الألوان في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بألوان زاهية مستوحاة من ثقافة البوب والابتكار. وكان الوردي القوي هو السائد، إلى جانب ألوان البرتقالي والأخضر والأصفر والأزرق اللامع.

2010s
حملت أعوام 2010 لوحة ألوان غريبة الأطوار وسعيدة. حيث ظهر اللون الوردي، وعادت الألوان الزاهية إلى الظهور للإدلاء ببيان. مثلت هذه الفترة حنيناً إلى الماضي، فاستحضرت الألوان من العقود السابقة.

في السنتين الماضيتين وإلى اليوم، أعادت اتجاهات ألوان الربيع تدوير الألوان من الثمانينيّات بظلال زاهية ومتناقضة، بينما جاءت اتجاهات الألوان الصيفية بتدوير للوحة ألوان التسعينيات، مع بعض التدرّجات التي تراوحت بين الأكثر نعومة والأقوى تأثيراً. أما اتجاهات الربيع والصيف لهذا العام فهي قائمة على الاستقرار والإبداع.

كيف يمكنك اكتشاف لون البوب الخاص بك؟ أولاً، تذكري أنك تبحثين عن شيء ملفت للنظر وجذاب، وأنك ستستخدمين هذا اللون لإضفاء لمسة جمالية على إطلالتك:

الطريقة الأكثر مباشرة لارتداء لون البوب هي اختيار لون يلائم لون بشرتك، واختيار بعض القمصان والفساتين والأوشحة وما إلى ذلك، بما يناسب نمط حياتك. انثري هذه القطع في خزانة ملابسك، وأضيفي لمسة واحدة إلى الإطلالات الرقيقة. وإذا كان الظل الذي اخترته لا يرضي وجهك، فلا تقلقي، ارتديه بطبعة، أو في الأسفل، أو في شكل إكسسوار رائع.
تعتبر الإكسسوارات طريقة رائعة لإضافة بُعد وحيوية لإطلالتك. حتى أبسط الملابس يمكن أن تصبح أنيقة للغاية مع مجموعة من الإكسسوارات الجريئة والفريدة والممتعة.
إذا كنت مستعدة لإلقاء نظرة لافتة ومحددة للأسلوب، فقومي بوضع ظلال متشابهة للون البوب الخاص بك. قد لا يكون هذا النمط لضعيفات القلوب، ولكن إذا حان الوقت للتحلّي بالجرأة، فهذه هي الطريقة للقيام بذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]