قال الصحفي والمحلل السياسي المغربي نبيل عبد اللاوي ان إسرائيل رسميا لم تعد المغرب الاعتراف بالصحراء المغربية مقابل تطبيع العلاقات، مشيرا الى ان البيان الصادر عقب الاجتماع الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في22 ديسمبر كانون الأول 2020 في الرباط، لم يتضمن هذا الشرط إطلاقا، بل أشار إلى استئناف العلاقات التي جمدتها الرباط مع تل أبيب سنة 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).

جاء تصريح الصحفي اللاوي ردا على سؤال لموقع بكرا حول ما نشر من ان المغرب ربط محادثاته بشأن فتح سفارة في تل أبيب باعتراف إسرائيل والولايات المتحدة رسميا بسيادته على الصحراء الغربية، لكنهما تنصلا من ذلك حتى الآن واذا كان ذلك سيؤثر ذلك على علاقات المغرب مع اسرائيل.

الملفات الداخلية 

ومن جانب أخر اكد المحلل المغربي ان العلاقات الثنائية بين المغرب واسرائيل لا تتأثر بالملفات الداخلية للمغرب على اعتبار أن مواقف المغرب السياسية تجاه إسرائيل تُبنى على الأوضاع في الأراضي والمحتلة التي بموجبها تتخذ الرباط مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ولم يطرح المغرب قط موقف إسرائيل من الوحدة الترابية للمغرب لصياغة موقفه السياسي.

واضاف يقول " صحيح أن إسرائيل لم تُعلن رسميا اعترافها بالصحراء المغربية، لكن على الممارسة الواقعية فهي تدعم الموقف المغربي خاصة مع وجود تأثير قوي لليهود المغاربة في كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وتكفي الإشارة لحجم الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية بين الدولتين التي تتجاوز إعلان الاعتراف من عدمه. وبالتالي لا أرى تأثيرا على التطور الإيجابي للعلاقات دون الاعتراف الرسمي."

المصالح المشتركة 

وتابع يقول " أما الولايات المتحدة الامريكية فلم تتنصل من اعترافها الصريح بمغربية الصحراء الذي أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بل على العكس تماما واصلت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن في دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب وتراه ذو مصداقية وواقعية.. كما أن الكونجرس الأمريكي ضم أقاليم الصحراء المغربية لحزمة المساعدات السنوية التي يقدمها للمغرب، كما أن جزء من مناورات الأسد الإفريقي يُجرى جزء منها في منطقة المحبس الواقعة ضمن الأقاليم الصحراوية.

وختم اللاوي تصريحه بالقول " لذا فليس كل ما يُعلن هو المقياس للعلاقات بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بل تحكمه مصالح مشتركة تتجاوز منطق المُعلن."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]