عند الدخول إلى منزل احمد خليل أبو عطية، أب لـ 8 أولاد، من مخيم جنين تستوقفك اثار التدمير والهدم والخراب التي أحدثتها جنود الاحتلال، إلا أنّ في غرفة واحد، فيها أربعة اسرة، يستوقفك أكثر الفستان الأبيض المعلق وكأنه ينتظر عروسه، يلوح في غرفة مليئة بالحجارة والغبار، الكثير من الغبار إلا أنّ بياضه لا زال ناصعًا وكأنه يأبى أنّ يُلطخ لإتمام المهمة التي خصص من أجلها.

"هو فستان ابنتي بتول"، يقول أبو عطيّة لموقع "بكرا"، ويضيف "أمس توجهت إلى بيت زوجها، لكن دون فرح وكشل (مصطلح فلسطيني)، فقد كان الإثنين موعد زفافها، لكن العدوان على المخيم غيّر كل المخططات، وبدل حالة الفرح إلى حزنٍ مقيت".

وعما جرى للمنزل، حدثنا أبو عطية وقال "يوم الإثنين، دخول الجنود إلى منزلي، وكالعادة، ليس من الباب، أنما من خلال إحداث فجوة كبيرة في جدار الحديقة، من أجل إتمام المهمة استعملوا قنابل متفجرة".

وأضاف: بعد ذلك توجهوا إلى المنزل، مدججين بالسلاح وكلب شرس وكأنه مدرّب على قتل أي عربيّ، الكلب الذي شق طريقه إلى المنزل وهم تبعوه صدف في طريقه أختي، وقام بعضها محدثًا جراحًا صعبًا لها".

وأوضح: بعد تدمير المنزل ومعاينه من كل الجهات، توصلوا إلى غرفة إضافية وهناك مرة أخرى ومن خلال استعمال مواد متفجرة أحدثوا حفرة في الجدار، ليتضح أنّ مسارهم هو داخل البيوت احتماءً بالسكان واستغلالهم كدروع بشريّة".

ويضيف أبو عطيّة: لم يكتفِ الجيش بتدمير منزلي، فقد اقتادوني للتحقيق وأطلق سراحي بعد أيام، وطوال الوقت كنت أفكر فيما اذا حدث أي سوء لأحد من أفراد العائلة، كانت أيام عصيبة جدًا".

دمار هائل

يُشار إلى أنّ منزل أبو عطية لم يكن الوحيد الذي تم تدميره، فعقب إتمام انسحاب قوات الاحتلال، عاد آلاف المواطنين الفلسطينيين ومن ضمنهم نساء وأطفال إلى منازلهم في جنين، بعد أن أُجبروا على الخروج منها بعد التهديد بقصفها، في مشهد تم وصفه بأنه "عملية تهجير".

وقال شهود عيان لـ "بكرا"، اليوم السبت، إنّ الاحتلال خلّف من ورائه دماراً هائلاً في جنين ومخيمها، إذ جرّف الطرق وهدم المنازل واعتدى على ممتلكات المواطنين الشخصية.

وعن الخسائر فقد قدّرت بإزالة 4 مباني بصورة كاملة، وتضرر 25 مبنى آخر، فيما تضررت أكثر من 250 وحدة سكنية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]