كشف كل من صندوق راشي وصندوق غاندير عن نتائج دراسة معمقة وواسعة عن الشباب في اسرائيل. الدراسة، التي أجريت لمدة عام كامل من قبل شركة الأبحاثERI ، تعرض بشكل شامل دوافع وتصورات واحتياجات الشباب في إسرائيل. ويستند التقرير إلى مسح تم إجراؤه باللغتين العبرية والعربية بين الشباب في إسرائيل الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا . أُجري الاستطلاع في يناير 2023 على أساس عينة تمثيلية للشباب في إسرائيل حسب القطاع، الدين، الجنس والتوزيع الجغرافي.

يهدف التقرير إلى فحص ما يميز الشباب في إسرائيل في توجههم لاتخاذ لقرارات الحياة الرئيسية اليوم في مجالات الحياة المهنية، التعليمية والتدريب المهني جنبًا إلى جنب مع المشاركة الاجتماعية: التطلعات والدوافع التي تحركهم، وافتراضاتهم الأساسية وتصوراتهم فيما يتعلق بسوق العمل، المستقبل في دولة إسرائيل كما يرونه، مستوى الثقة في المؤسسة وإلى أي مدى يشاركون وناشطون في القضايا الاجتماعية.

تظهر نتيجة مقلقة من التقرير أنه في الأشهر الأخيرة كان هناك انخفاض كبير في مستوى انتماء الشباب إلى الدولة مقارنة بنتائج عام 2022. بينما في مؤشر الديمقراطية الإسرائيلي لعام 2022، أفاد 66٪ من الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 و65٪ من الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا أنهم يفضلون البقاء في إسرائيل وعدم الهجرة إلى دولة أخرى حتى لو كان لديهم مثل هذا الخيار. أمّا في نتائج الدراسة لعام 2023، يظهر فقط أن 46٪ قالوا إنهم يفضلون البقاء في إسرائيل. 25٪ يفضلون الانتقال إلى الخارج لفترة، و17٪ يودون الدمج بين العيش في إسرائيل والعيش في الخارج و12٪ يفضلون الانتقال للعيش في الخارج بشكل دائم.

الفجوة بين القطاعات

وفي هذا الجانب، تبرز الفجوة بين القطاعات المختلفة: بين الشباب اليهود الحريديم -91٪ يودون البقاء في إسرائيل (0٪ للانتقال إلى الخارج بشكل دائم، 9٪ لفترة أو الجمع بين العيش في إسرائيل والخارج)، بينما بين الشباب العرب 32٪ فقط يرغبون في البقاء في إسرائيل (22٪ يرغبون بالانتقال بشكل دائم، 46٪ لفترة أو أن يجمعوا بين الإقامة في إسرائيل والخارج)، وبين اليهود غير المتدينين -44٪ صوّتوا على البقاء في إسرائيل، 10٪ على الانتقال إلى الخارج بشكل دائم، 46٪ على الانتقال لفترة أو للجمع بين الإقامة في إسرائيل والخارج.

الغايات والأهداف

من قائمة الأهداف والغايات، طُلب من الشباب أن يشيروا في الاستطلاع إلى الأهداف الثلاثة الأكثر أهمية بالنسبة لهم لتحقيقها في حياتهم: الرفاهية المالية ومستوى المعيشة المرتفع هما أهم هدفين للشباب الإسرائيليين وتبلغ نسبتهم 47%. وجاء هدف "نشاط للتغيير السياسي الاجتماعي" في نهاية قائمة الأهداف بنسبة 6٪ فقط.

سُجلت فجوة ملحوظة بين القطاعين اليهودي والعربي في الرغبة في تحقيق هدف "الأسرة": في حين ذكر نصف الشباب اليهودي "الأسرة" كهدف في حد ذاته، أشار 25٪ فقط من الشباب العربي إلى أنها هدف مهم في حياتهم.

في الاستطلاع، ظهر مفهوم "الجيل غير المحظوظ" بشكل خاص، حيث يتوقع الشباب أن مستقبلهم سيكون أقل جودة من مستقبل آبائهم. يسود شعور بين الشباب أن اللعبة "إدمان"، ولا يوجد تكافؤ الفرص للجميع. تشير البيانات بشكل لا لبس فيه إلى أزمة ثقة كبيرة بين الشباب في إسرائيل: يعتقد 42٪ من الشباب في إسرائيل أنهم "جيل سيئ الحظ" ويتوقعون أن مستقبلهم سيكون أقل جودة من مستقبل آبائهم.

يظهر التقسيم حسب القطاع أن "اليهود غير المتدينين" هم المجموعة الأكثر تصوراً لأزمة الثقة بنسبة 69٪ وشعور "الجيل سيئ الحظ" بنسبة 47٪، وذلك مقابل 33٪ يتوقعون أن المستقبل سيكون أفضل.

الشباب العربي منقسم فيما يتعلق بأزمة الثقة بنسبة 49٪. أقلية منهم تحمل مفهوم "الجيل غير المحظوظ" وذلك بنسبة 34٪، ومعظمهم أي 52٪ يعتقدون أن مستقبلهم سيكون أفضل من مستقبل آبائهم.

الشباب الأرثوذكسي المتطرف منقسمون أيضًا فيما يتعلق بأزمة الثقة بنسبة 44٪. أقلية منهم تحمل مفهوم "الجيل غير المحظوظ" وهم 29٪، وأكثر بقليل أي 35٪ يعتقدون أن مستقبلهم سيكون أفضل من مستقبل آبائهم.

سُئل الشباب عما هو المؤثر الأكبر على فرصة الشباب في إسرائيل لتحقيق طموحاتهم المهنية: حيث أجاب 52٪ من الشباب أن نقطة انطلاقهم -مكان الإقامة، والأصل العرقي، والإمكانيات الاقتصادية للأسرة هي أكثر العوامل التي تؤثر على فرص الشباب في إسرائيل لتحقيق طموحاتهم المهنية. هذا قبل القدرة الشخصية والمعرفة والمهارات التي وصلت نسبتهم لـ 48٪.

الاقتصاد الاسرائيلي وسوق العمل

في الوقت نفسه، بينما يُنظر إلى المستقبل الجماعي على أنه سلبي بين الشباب، يُنظر إلى النجاح في المستقبل الشخصي والمهني على أنه مضمون. من جهة، أفاد 55٪ من الشباب بأنهم على يقين من أن الوضع الاقتصادي في إسرائيل سيتدهور في المستقبل، ومن جهة أخرى، 83٪ متأكدون من أنهم سيحصلون على وظيفة دائمة ومستقرة.

الشعور السائد بين الشباب كما يظهر في التقرير هو أن الفرص في سوق العمل تتوسع فقط مقارنة بالأجيال السابقة، ويعتقد 56٪ أن لديهم فرصة أفضل من آبائهم في العثور على وظيفة مرضية ومربحة.

تتجلى "قفزة كبيرة بين الأجيال" في تصور الشباب العربي لعالم التوظيف بالنسبة لآبائهم-أجاب 60٪ من الشباب العرب أن فرصهم أفضل من آبائهم، وهذا مقارنة بـ 10٪ فقط بين اليهود الحريديم.

الشباب اليهود الحريديم يظنون أن "ما كان هو ما سيكون"، حيث أشار 63٪ منهم إلى نفس الفرصة التي حصل عليها آباؤهم في العثور على وظيفة مرضية ومربحة.

النتيجة المباشرة لمفهوم "الجيل غير المحظوظ" والخوف من المستقبل هي أزمة خطيرة في ثقة الشباب الاسرائيليون في المؤسسات. يظهر الاستطلاع أن الشباب لا يثقون بمن يفترض أن يصححوا الوضع (الدولة والمؤسسات).

بمن يثقون؟

يعتمد حوالي 80٪ من الشباب بشكل أساسي على العائلة والأصدقاء. مقارنة بـ 16.3٪ ممن يثقون في خدمات الدولة، وتعتبر الشبكات الاجتماعية أنها المصدر الأقل جدارة بالثقة.

الشهادة الاكاديمية والفرص

في جانب عالم التوظيف والرؤية المستقبلية، هناك وعي واسع بأهمية "مهارات القرن الحادي والعشرين"، والحاجة إلى الخبرة المهنية.

يبرز انخفاض معدل الشباب الذين اختاروا "درجة أكاديمية" كعامل مهم للنجاح. يعتقد حوالي 67٪ أن المهارات الشخصية ومهارات التعامل مع الآخرين ضرورية مقارنة بـ 29.3٪ ممن يرون أن الدرجة الأكاديمية هي نقطة انطلاق إلى عالم التوظيف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]