بمشاعر ممزوجة بين الدموع والحزن والمواساة والارتياح، استقبلت عائلة المرحومة اخلاص نمر نصّار بعناوي (66 عاما) من قرية فسوطة، عائلة متلقى كليتها في لقاء انساني مثير وغريب. حيث قررت عائلة بعناوي قبل عدة أشهر التبرع بأعضائها وانقاذ حياة 3 أشخاص كانوا بانتظار زراعة أعضاء حيوية لكبد ولكليتين، اضافة الى التبرع بأنسجة ساعدت في تخفيف معاناة مرضى آخرين.


توجهت عائلة "فلاديمير" من مجدال هعيمك في وقت سابق، الى المركز الوطني لزراعة الأعضاء وعبرت عن استعدادها لقاء العائلة التي انقذت بقرارها حياة "فلاديمير" بعد طول انتظار لزراعة كلية ضمن قائمة الانتظار القطرية. حيث أفادت عائلة "فلاديمير" انها كانت قد فقدت الامل في الحصول على كلية من متبرع وبالنهاية وصلت البشرى: وصول كلية ملائمة طبيا انقذت حياة "فلاديمير". وجاء الوقت لكي تشكر عائلة بعناوي على قرارها الإنساني الشجاع على حد تعبيرها.

وفي حديث مع زوج المرحومة إبراهيم بعناوي (أبو سمعان) قال: " شعور غريب يدمج بين الحزن والأمل والارتياح أن أجلس أمام شخص يحمل كلية زوجتي. استذكر الفقدان الصعب عندما عرض علينا الممرض نبيل عمر من المركز الطبي للجليل، فكرة التبرع بأعضائها بعد ثبوت الموت الدماغي. كنت حينها بصحبة ابنتي وابني وأخت المرحومة، نظرنا الى بعضنا وقررنا فورا ان نساهم في انقاذ حياة الآخرين ولم نتردد للحظة. بعد عودتي الي البيت أخبرت اختي بالقرار، اذ قالت لي أن المرحومة كانت قد اوصت بالتبرع بأعضائها سابقا ووقعت على بطاقة "آدي" وبقرارنا هذا، نفذنا وصيتها. هذا القرار واسانا وعزّز من ارتياحنا حينها وبعد لقاء "فلاديمير" وعائلته قبل عدة أيام، أصبحت هذه المشاعر أكبر. ايقنت أكثر أهمية التكاتف الاجتماعي من أجل انقاذ حياة الاخرين"
.
من جهته قال الممرض نبيل عمر، منسق التبرع بالأعضاء في المركز الطبي للجليل في نهاريا: "لقاء العائلات الثكلى المتبرعة، مع متلقي الأعضاء هي من اكثر الجوانب التي تثير مشاعري خلال عملي، عادة بعد الفقدان الصعب، تتوجه العائلات من كلى الطرفين وتعبر عن رغبتها في ترتيب زيارة إنسانية. حيث اعمل على ترتيب هذا اللقاءات بسرية تامة وفقط بعد موافقة الطرفين كما في هذه الحالة. خلال الزيارة تكون المشاعر متضاربة بين الحزن والفقدان والحنين وبين المواساة والعزاء في استمرار أعضاء المرحومين في الحياة ومنح الحياة للآخرين

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]