اعلن وزارة التربية والتعليم، ان الموضوع السنوي الذي ستركز عليه وزارة التربية هذا العام، يتعلق بقضية التصدعات بسبب الاختلاف حول ما يسمى  الاصلاح القضائي والحاجة الى لحمة اجماعية.

وحاور موقع بكرا الآستاذ شرف حسّان رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، حول موقفه من الموضوع السنوي، ومدى ملاءمته للمجتمع العربي، ومطالبه من وزير التربية والتعليم في ظل افتتاح العام الدراسي.

على وزير التربية أن يعي أن موضوعه السنوي لا يلائم احتياجات مجتمعنا

وقال الأستاذ شرف خلال حديثه: "على وزير التربية أن يعي أن موضوعه السنوي لا يلائم احتياجات مجتمعنا، الذي ينزف دما والذي يعيش حالة طوارئ، طبعا نريد لطلابنا أن يعرفوا ما يجري حولهم وان يكون لديهم راي مبني على فهم عميق للواقع، لكن لا اعتقد ان سبب اختيار الوزير للموضوع نابع من احتياجات المجتمع وانما من اجندته السياسية"..

التصدي للعنف والجريمة وبناء الإنسان والمجتمع هو قضية القضايا

وأضاف: "التصدي للعنف والجريمة وبناء الإنسان والمجتمع هو قضية القضايا الآن ويكون منعزلا عن الواقع من لا يرى ذلك. الموضوع ليس وعظ وفعاليات الخ إنما نحن بحاجة إلى روح جديدة في مدارسنا وإلى عمل متواصل وعميق وإلى بناء من جديد وإلى دور قيادي للمعلمين/ات والمديرين/ات وللأهالي".

وتابع: " معالجة قضايا الطلبة المهمشين واحتياجاتهم. معالجة التسرب بأنواعه فمن الطلبة التي تفشل المدارس باستيعابهم ينمو مجرمي اليوم والغد و"جنود" عالم الإجرام. قسم كبير من طلابنا وطالباتنا في دائرة الخطر ومن عائلات ثكلى ومصابة ومهددة...الاهتمام باحتياجاتهم النفسية والاجتماعية، هي ضرورة لهم ولمجتمعنا.

ونوه خلال حديثه: "جيد ومهم الاهتمام بالتفوق وبالتحصيل والعلامات الخ، لكن إهمال احتياجات ووضع الطلبة الذين في الهامش يجلب لنا المصائب والاستقطاب".

وأكد ايضًا: "التربية للانتماء والهوية والقيم والعطاء للمجتمع والنشاط الاجتماعي. بدون هذا ستواصل المؤسسات التربوية من حيث تدري او لا تدري زيادة الاغتراب والاستقطاب".

 بات البعض يتقبل ما يشاع بان ثقافتنا عنيفة

كما أضاف: "في ثقافتنا وحضارتنا العربية والاسلامية بشتى اطيافها، كما في حضارات مختلفة، وفي شعبنا وتاريخنا الفلسطيني في كل اماكن تواجده، هناك الكثير الكثير مما يجدر معرفته وتعليمة من مساهمات علمية وثقافية وقيم انسانية، يجهلها طلابنا ومعلمينا، حتى بات البعض يتقبل ما يشاع بان ثقافتنا عنيفة، والأسوأ ربما تذويت البعض للنظرة العنصرية بان العنف يجري في دمائنا، واننا نستحق ما يجري لنا وتقبل النظرة الدونية".

واستطرد: "عندنا، كما عند شعوب اخرى، هناك السلبي والمثير حتى للخجل ولذا لا بد من تنمية حس التأمل والتفكير النقدى والاجتهاد. اللغة العربية هي لغة الأم والهوية وهي الاساس للتقدم وبناء علاقة مع العملية التعليمية، ومع المجتمع وبناء الثقة بالنفس. لنحبب طلابنا بها ونعمل على ان يكتسبها أطفالنا بشكل سليم".


لا بد من التثقيف والتوعية السياسية لفهم الواقع والسياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لفهم ما يجري والتصدي لليأس وتذويت القهر والاستسلام.

بناء الحلم والطموح لكل طالب/ة والتربية للأمل مع تزويد طلابنا بالادوات للعيش في واقع مركب

وقال ايضا: "بناء الحلم والطموح لكل طالب/ة والتربية للأمل مع تزويد طلابنا بالادوات للعيش في واقع مركب..لا بد أن يملك طلبة اليوم مركبات اساسية من الثقافة الاقتصادية والاستهلاك السليم للاعلام، وللتطورات التكنولوجية بانواعها، ومن ذلك النقد لثقافة الاستهلاك ولبشاعة النظام الرأسمالي. على كل معلم/ة ان يكون مربيا ومن مكانة وموضوع تخصصه يمكنه ان يساهم في ان تهب روح جديدة في مدارسنا".

وعن  دور الآباء والامهات أوضح: "على كل أب وام تقع مسؤولية هائلة في التربية، التي تبدأ من البيت والوضع يتطلب الانخراط اكثر في العملية التربوية، وفي المبادرة لنشاطات مع ابنائكم وبناتكم جماهيرية وحتى احتجاجية، للضغط لتغيير السياسات لإحقاق حقوق ابنائكم/بناتكم وحمايتهم، وايصال رسائل تربوية مطلوبة".

وتابع: "التوقع ان يقوم الاخرين بكل ذلك وان تعفي نفسك وتواصل حياتك بشكل عادي هو مساهمة في استمرار الوضع القائم. كذلك من لديه القدرة ويبحث عن الحلول الفردية دون المساهمة في نضال المجتمع لتغيير واقعه عمليا هو يضعف المجتمع. والمثير للاستغراب احيانا ان يسلك البعض هذا السلوك مطلقين حبال التنظير والنقد والوعظ للأخرين دون الاستعداد لمساهمة ولو بسيطة في اي حراك او مبادرة مجتمعية. شراكة ومسؤولية ..تعزيزا للأمل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]