مجزرة صبرا وشتيلا، لم تكن أول او آخر مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، فقد سبقتها مجازر كثيرة وتبعتها مجازر منسية أخرى، لكن بشاعة مجزرة صبرا وشاتيلا جعلتها علامة فارقة وجرح نازف في ذاكرة الفلسطينيين.

وفي حديث لموقع بكرا مع رحاب كنعان، احدى الناجيات من مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ولدت في لبنان وانتقلت للسكن في حي الرمّال في مدينة غزة عام 1995. قالت: " أهلي استشهدوا في تل الزعتر عام 1976 عندما كان عمري 26 عامًا، استشهد 51 فردًا من عائلتي، ابني استشهد في مجزرة صبرا وشاتيلا هو وأثنين من أبناء خالتي".

مجزرة لا يمحوها الزمان

وحول المجزرة قالت كنعان: "هذه المجزرة لا يمكن أن يمحوها الزمن، ولا يمكن أن تنساها الأجيال، مجزرة استمرت لساعات وما زالت مستمرة المجازر بحق شعبنا، ما زلنا سنويًا نحيي هذه الذكرى الأليمة ونذكر العالم بهذه المجزرة التي ارتكبت بحق شعبنا".

وأضافت: "بعد اجتياح إسرائيل للبنان، واتخاذ القرار بإخراج الفدائيين من أراضي لبنان، قام بشير جميّل بإلقاء خطاب الذي أشعرنا بأن شيئًا ما سيحصل، ولكن لم يكن واضحًا لنا متى".

واكملت: "بعد خروج الفدائيين، تم وضع قوة دولية لحمايتنا، الا ان هذه القوة انسحبت بعد مرور أسبوع مما زاد قلقنا، وبعدها بيوم في تاريخ 14 سبتمبر 1982 تم اغتيال بشير جميّل".

وحول ما حدث في يوم المجزرة قالت: "وفي اليوم الثالث، دخلت إسرائيل الى بيروت وقامت بتطويق حي صبرا ومخيم شتيلا، وسيطرت على كل المداخل وبدأوا بالقصف، لم يخطر ببالنا ان تكون مجزرة".

تخطيط إسرائيلي بتنفيذ كتائب مسيحية

وأضافت: "في ليلة 15، بدأ القتلى بالدخول للمخيم وإعطاء إشارات لبعضهم، بدأوا يقتلون الضحايا بالسلاح الأبيض، وكل الوقت كان الظن بأن من يقوم بالقتل هم الجانب الإسرائيلي، الّا انه لاحقًا تبين بأن التخطيط كان إسرائيلي بتنفيذ كتائب مسيحية".

وحول انتشار الخبر عالميًا قالت: "هناك صحفي ياباني استطاع الدخول للمخيم، وفور دخوله رأى طفلًا صغيرًا خائفًا، وحاول ان يتواصل معه بلغة الإشارة، وشرح له الفتى ان سكان المخيم تم ذبحهم، فدخل الى أحد المنازل ليجد رجل وزوجته على سجادة الصلاة غارقين بدمائهم بعد أن تم ذبحهم، وبعدا بدأ الخبر بالتسرّب".

ووصفت المشاهد المرعبة من تلك الليلة باكية وقالت: "في تلك الليلة دخل القتلة الى المستشفيات، وقاموا بذبح الأطباء والمرضى، واغتصاب الممرضات، وبعد ذلك قاموا بجمع جميع سكان الشعبي ومناداتهم الى الدوّار حيث حدثت المجزرة، قاموا بذبح الرجال، واغتصاب الفتيات امام اهاليهن، وتقطيع أطراف الأطفال، ومن ثم قاموا بفرز الشبان، وأخذهم الى حفرة كانت قد حفرتها القوات الإسرائيلية سابقًا وقاموا بدفنهم أحياء".

لماذا لم يأخذ القانون مجراه

واكملت حديثها قائلة: "بعد 41 عامًا على المجزرة، ما زلنا نستغرب، لماذا هذا الصمت من العالم؟ اين الضمير ولماذا لم يأخذ القانون مجراه حتى الآن؟ كل هذه الجرائم حصلت بسبب الصمت العالمي، الى سيستمر هذا بحق شعبنا؟ أمّا آن الأوان ان يرحل الاحتلال ونستقر في وطننا فلسطين؟"

وأنهت حديثها قائلة: "كل سنة في ذكرى المجزرة أقوم بإشعال الشموع عند نصب الجندي المجهول، واقوم برسم قلب لأقول لشهدائنا انهم بالقلب مهما مرّت السنوات". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]