مع اقتراب موعد اغلاق الترشح لانتخابات السلطات المحلية، بدأت تتضح الصورة بما يتعلق بنسبة النساء المنخفضة اللواتي ترشحن في قوائم العضوية في البلدات العربية، فمن بين 85 سلطة محلية عربية هنالك 33 مرشحة فقط. ويأتي هذا الامر لعدة أسباب، أبرزها مؤخرًا الارتفاع الغير مسبوق في نسبة العنف والاجرام في المجتمع العربي، الذي وصل الى حد الاعتداءات على منتخبي ومرشحي الجمهور في عدة بلدات عربية في البلاد.

ستة مشرحات يترأسن قوائم الجبهة

وفي حديث لموقع بكرا مع المرشحة د. نهى بدر، التي تترأس قائمة جبهة المغار قالت: "اليوم نرى ان هناك مشاركة للنساء ولكن حسب رأيي المشاركة قليلة، يجب ان تكون الأعداد أكثر مما نرى، هناك في بلداتنا مجموعة مميزة من النساء، خاصة إذا نظرنا للجبهة الديمقراطية، نرى ان هناك ستة مرشحات يترأسن قوائم الجبهة في بلداتنا العربية، وهذا امر مميز ويعطي انطباع ان نسائنا في أماكن الأولى، في أماكن اتخاذ القرار، وهذا يجب ان يكون في كل القوائم، التمثيل يجب ان يكون مناصفة ولكن للأسف بالحقيقة فان التمثيل النسائي قليل جدًا، ولكن عندي أمل ان هذا الأمر سيتحسن مع الوقت".

التخوف من جرائم العنف

وحول المخاوف التي تحول دون ترشح النساء قالت: "هناك الكثير من المخاوف عند النساء للمشاركة في الانتخابات، فكما نرى اليوم، الساحة تشهد حركة عنف كبيرة وشرسة التي تطال الرجال، وهذا الوضع مأساوي، ونساؤنا في العديد من الأماكن لديهن طموح ليكن في هذه المناصب الا انهن يخشين الترشح او يسحبن ترشحن نتيجة للتخوفات من جرائم العنف".

وأضافت: "سبب اخر لنسبة التمثيل النسائي القليلة هي العائلية، منظومة العائلية ليست بمنظومة التي تفتح المجالات لنسائنا لتكون في هذه الأماكن".

العنف نفسي..

وعن العنف الذي تتعرض له النساء في المناصب المختلفة قالت: "العنف الذي نتحدث عنه ليس عنف جسدي فقط، وانما نحن كنساء نتعرض لعنف نفسي، بطريقة الإحباط التي تقول لنا بانه ليس بإمكاننا ان نكون في هذه المناصب او ان نتخذ قرارات مصيرية، او أن الوظيفة غير مناسبة للمرأة، لذا آمل ان يتحسن وضع مجتمعنا في الانتخابات القادمة وان نرى المزيد من النساء يترأسن القوائم وأن يكن في مركز اتخاذ القرارات".

التحديات

امّا عن التحديات التي واجهتها في فترة عملها في بلدية المغار قالت: "التحديات في العمل البلدي بالنسبة لي كانت عديدة، أولًا وجود امرأة وحيدة في بلدية او مجلس محلي، في مجتمع الذي يتميّز بالذكورية، وان يكون لديك بصمتك وحضورك، هذا امر يحتم عليك ان تأتي مع سلة مضامين التي تساعد بفرض شخصيتك وصوتك أمام الجميع، الأمر الآخر، انني كامرأة يجب ان أكون متعلمة حتى أكون بمنصبي وكأن هذا الامر ليس فرضًا على الذكر أيضًا".

وأضافت: "تحدي آخر واجهته كان لغة الحوار بين الرجال والنساء، بالإضافة الى ان الأغلبية السلطوية هي ذكورية والتي تطغى على جميع المضامين، كان لدي بصمة واضحة بهذا الامر".

وأكملت: "حاولت ان أصل الى أكبر عدد من الجمهور ومساعدتهم بحل قضاياهم، واعطي كل قضية حقها، هو تحدي إضافي كنت قد واجهته في العمل البلدي".

الترشح من جديد

وحول إعادة ترشحها من جديد أوضحت: "السياسة المجتمعية الغير نظيفة هي أحد أكبر التحديات، هذا جعلني اسعى لتوضيح شفافيتي ومصداقيتي والتمسك بمبادئي. كما انني شاركت بالكثير من الأمور في الحقل، كقضية التخطيط والبناء التي يعتقد الأغلبية انها أمور تتعلق فقط بالرجل، كل هذه التحديات منحتني الشجاعة لأعيد ترشحي مرة أخرى لدورة أخرى".

اصل لمبتغاي بطريقة سلمية

وأنهت حديثها قائلة: "انا بشكل شخصي لم اواجه آفة العنف، لم اهدد بتاتًا، الا انني أرى قضية العنف بشكل آ خر، وهو انني لا اعامل بطريقة مساوية للرجال الموجودين بداخل البلدية، وبالنسبة لي هذا اشّد سوءًا من العنف الجسدي. انا كفيلة ان اضع صوتي على الطاولة بطريقة الحوار واصل لمبتغاي بطريقة سلمية دون ان تحول الأمور للعنف".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]