هناك دلائل على أن النحاس، في صيغته الأقدم، كان يُسمّى "نحاس الكالامين" ويرجع تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، مع الصنع عن طريق مزج الزنك والنحاس ببعضهما البعض. كان الرومان القدماء، بدورهم، يُقولبون النحاس لصنع الأواني والدروع والمجوهرات ودبابيس الزينة أو المشابك...

يُعدّ الاشتغال بالنحاس من الحرف التقليدية، التي لم تندثر بفعل اهتمام المُصمّمين بالخامة، وتوظيفها في أعمالهم وابتكاراتهم الفنية، لا سيما في تصميم الأثاث والأكسسوارات وفي الديكور الداخلي.

في الآتي، معلومات عن النحاس وحضور الخامة الآسر في ديكورات المنزل الداخلي المعاصر وأثاثه.

أنواع عدة من النحاس الأصفر
هناك أنواع عدة من النحاس الأصفر، مثل: المجموعة المعروفة باسم نحاس "ألفا"، ومن تجلياتها: المسامير والبراغي... وهناك المجموعة المعروفة باسم نحاس "بيتا"، وهي أقل ليونة مقارنة بـ"ألفا"، ولكن أقوى، فتوظف في مقابض الصنابير ورؤوس الدش وتجهيزات النوافذ والأبواب والتركيبات الأخرى. المجموعة الثالثة من النحاس الأصفر تشمل تلك التي تأتي نتاج خلط مواد أخرى إلى جانب النحاس والزنك.

تضاف المواد لتحسين الخواص الفيزيائية والميكانيكية أو مقاومة التآكل أو قابلية التشغيل الآلي أو تعديل اللون، ومن بينها النحاس الرصاصي، الذي يسهل تشكيله والنحاس البحري والأميرالي حيث تعمل كمية صغيرة من القصدير على تحسين مقاومة التآكل بمياه البحر، والنحاس الأصفر المصنوع من الألومنيوم، والذي يوفر القوة والمقاومة للتآكل حيث قد يفشل النحاس البحري.

مادة معدنية قديمة
بحسب مهندسة الديكور الداخلي ريهام فران، النحاس مادة معدنية صلبة ضاربة في القدم ومرتفعة التكلفة. قد يحلّ النحاس في أرجاء مختلفة من المنزل، لأداء وظائف عدة، بعضها جديد في عالم الديكور. تقول المهندسة لـ"سيدتي. نت" إن "حضور النحاس في الديكور كان يتعلق بتزيين المنزل وبالاكسسوارات المصنوعة من الخامة. لكن، راهنًا، هناك استخدامات للخامة في تصميم الأثاث والتصميم الداخلي".

استخدامات النحاس في ديكورات المنزل المعاصر
بحسب شروح المهندسة، هناك الطاولات المصممة من النحاس، والتي تتوسط الجلسات أو تحل في زواياها للتعبير عن أفكار "مودرن" في الديكور. قد تُغطّى الطاولات المذكورة بأسطح مشغولة من الرخام (أو السيراميك أو الزجاج أو الخشب أو المرايا...)، بالانسجام مع لون النحاس، بالطبع.

الجدير بالذكر أن النحاس في تصميم الأثاث (الطاولات، مثلًا) كان يشغل نسبة قليلة ويشتمل على زخرفة القطع، بخلاف اليوم إذ "تُسيطر" الخامة على الأعمال التي تتخذ هيئة دائرة أو مربع أو أي شكل هندسي آخر.

وهناك الفوانيس المرغوبة أخيرًا، كما الكراسي ذات القوائم النحاس أو المصنوعة بكليتها من الخامة وإطارات المرايا والتابلوهات وتزيين طاولة الطعام والمعلقات على الحائط بالنحاس أي يحل من خلال الزخارف. قد تلبس الجدران بالنحاس، عن طريق الألواح الرقيقة، جنبًا إلى جنب الحجر أو ورق الجدران أو طلاء الجدران أو الخشب. وتختار الخامة لمقابض الأبواب، وهذه الأخيرة قد تصمم من النحاس على هيئة قضبان أو أي شكل هندسي.

النحاس لإضاءة غرف النوم وتزيينها
في غرف النوم، يحل النحاس من خلال عناصر الإنارة المتحركة، مثل الوحدات المنضدية أو الثابتة في الأسقف والجدران، بالإضافة إلى أكسسوارات غرفة النوم (فازة أو صينية أو عبوة...). الزخارف النحاس على السرير دارجة وجذابة، وهي قد تحل حتى على النوع المنجد. وهناك الجدار خلف السرير الذي يتألق بالتكسية النحاس، الأمر الذي يُعلي الديكور قيمةً.

في الحمّام، النحاس حاضر من خلال الإضاءة والاكسسوارات مثل: حامل المنشفة أو الصابون أو عناصر التزيين الأخرى، كما صنابير الماء ورأس "الدش" ومقابض الخزائن... والنحاس مادة معمرة. كذا في المطبخ، حيث تحل الخامة على ديكورات التزيين او على مقابض الخزائن أو الأرفف المفتوحة. مادة الطناجر وأواني الطهي من النحاس كانت دارجة في وقت مضى، لكن أفلت موضتها.

قد يكون النحاس محمرًا أو مائلًا للذهبي أو الفضي، في الحالة الأخيرة (لون الفضة) تكون نسبة الزنك في الخليط عالية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]