لا أحد يعرف متى تتوقف هذه الحرب، بمن في ذلك الأطراف المباشرة التي تخوضها، إلا أن قانون الحياة يقول إنها لا بد أن تتوقف.

في أثناء الحرب، انتعش مصطلح الأفق السياسي وحل الدولتين على نحو لافت، إذ لا أحد ممن أدلوا بدلوهم في تطوراتها، سواء من معسكر الداعمين لخيار العمل العسكري الإسرائيلي، أو المتحفظين عليه، إلا وتبنى فكرة حتمية إيجاد أفق سياسي، وأكثر من تحدث عنه وعن حل الدولتين هو الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

ليس منطقيًا وربما ليس مجديًا، الذهاب بعيداً في اقتراح سيناريوهات تفصيلية للمسار السياسي، بينما نتائج الحرب لم تتضح ولا حتى بصورة تقريبية، لذا فإن الحديث عما بعد الحرب، لا يتجاوز الاحتمالات.

وحول الموضوع، قال المحلل السياسيّ، محمد دراوشة لموقع "بكرا": رغب الاسرائيليون بسماع الحقيقه ام لا، ولكن يجب عليهم ان يسمعوها. هم لا يريدون سماعها لاسبابٍ متعدده: ربما يعود ذلك بسبب غضبهم على خساره مئات القتلى قبل شهر، وربما بسبب خوفهم الوجودي الذي يشعرون به منذ المحرقة النازية، وربما بسبب نوايا استعمارية لدى اجزاء من الحكومة، وربما بسبب انكار حق الفلسطينيين بالانسانية، وربما بسبب عدم فهمهم معنى الأمن الحقيقي بين الشعوب، وربما بسبب عنصرية استعلائية لدى احزاب الصهيونية الدينية، وربما بسبب غباء بقراءة الشعب الفلسطيني او الأمة العربية أو الاسلام بشكل عام، وربما بسبب سذاجة يختبؤون من خلفها بوعي او بدون وعي.

دون حل سياسيّ

وأوضح: دون حل سياسي للقضية الفلسطينية ستواجه اسرائيل مئات التحديات الأمنية في الـ75 المقبلة كما واجهتها في الـ75 الماضية، وربما أكثر. الشعب الفلسطيني لن يقبل بالعيش بسلام مع اسرائيل بدون تنفيذ قرارات الشرعية الدولية منذ العام 1947. حل الدولتين، في حدود ال 1967،  يبقى الحل الوحيد الذي بوسعه ضمان كرامة وحرية الفلسطينيين وفي ذات الوقت الأمن للإسرائيليين.

وقال: من يبحث عن صورة استسلام الشعب الفلسطيني لن يحصل عليها، ولو حصل، فستكون تلك صورة للحظة قصيرة لا قيمة لها في البعد التاريخي. سيبقى الشعب الفلسطيني على منواله في مكافحة الاحتلال بطرق سلمية، واحيانا بطرق غير سلمية، وبطرق لطيفة، واحيانا بطرق غير لطيفة، حتى يروا تنفيذاً فعلياً لإنهاء الاحتلال وضمان حقهم بالحرية وفي تقرير المصير، وبعدها سيتمكنوا من العيش بسلام مع اسرائيل.

خطة سلام شاملة

وختم: لذلك يجب الحديث ليس فقط عن هدنه او وقف لاطلاق النار، بل عن خطة سلام شاملة تقتلع أسباب الحرب الحالية، وربما جولات حرب اضافية في المستقبل. التفاوض حول الحل يجري منذ بداية التسعينيات، ولا حاجه للتفاوض من جديد، بل تنفيذ الحل. ولكن ذلك يحتاج الى قيادات قادرة على اتخاذ الخطوات المطلوبة، وتمتلك النية الحسنة، ولا أرى هذه القيادات في الحكومة الاسرائيلية الحالية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]