لا شكّ أنّها صلاة من أعظمِ الطّاعات عند الله - سبحانه وتعالى-، وهي كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها؛ تتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل فيها العبد على الأجر الوفير والخير الكثير، حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها، وكان يتخير الأدعية الجامعة الشاملة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، وصح عنه صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأدعية .

وهناك صلاة يغفل عنها الكثير فى الشتاء بسبب برودة الجو لها فضائل كثيرة، ولا يداوم عليها الا من صلحت اعماله وسرائره وكانة من عباد الله المتقين المؤمنين فهو وقت خلوة ولذة ومفارقة للراحة، وهى صلاة قيام الليل.

ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيام الليل
(إنَّ اللَّهَ ليضحَكَ إلى رجلٌ قامَ في ليلةٍ بارِدَةٍ مِن فِراشِهِ ولِحافِهِ ودِثارِهِ فتوضَّأَ، ثمَّ قامَ إلى الصَّلاةِ، فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لملائكتِهِ: ما حمل عبدي هذا على ما صنَعَ، فيقولون: ربَّنا ! رجاءَ ما عِندَكَ، وشفقَةً مِمَّا عندَكَ، فيقولُ: فإنِّي قد أعطيتُهُ ما رجا، وأمَّنتُهُ مِمَّا يخافُ).

صلاة قيام الليل
البيوت التي يصلى فيها قيام الليل يشع منها نور يراه أهل السماء، وكما ننظر إلى السماء ليلًا لنرى نور النجوم؛ تنظر الملائكة إلى الأرض لترى نور البيوت التي تنور بصلاة أهلها، والأعجب من ذلك أن الملائكة إذا اعتادت على رؤية نور بيتك كل يوم، ولم تصل قيام ليل يومًا؛ تسأل عنك لأنها رأت بيتك مظلمًا فيقال لهم إنك لم تقم لأنك مريض أو مهموم أو غير ذلك، فتبدأ الملائكة بالدعاء لك حسب حاجتك.

كما أن أحد العلماء اكتشف أن الصلاة فى جوف الليل وهو قيام الليل تشفي الأمراض الميؤس شفائها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة قيام الليل ( دأب الصالحين وشفاءًا من الأسقام).

فإذا كان الإنسان واقف منضبطًا أثناء صلاته كأن تكون قدميه فى محاذاه كتفيه ومستحضراً لعظمة المولى عز وجل فيخرج من جمجمة رأسه شعاع أثناء الركوع والسجود، فأتى أحد العلماء بالحالات المريضة الميؤس من شفائها ونصحهم بالصلاة فى جوف الليل فوجدهم يشفون شئً فشئ فإستنتج من هذا أن الصلاة فى جوف الليل يخرج من جمجمة الإنسان إشاعة، فضلًا عن أن بعض الأمراض كالسرطان تحتاج الى إشاعة حتى يخففوا من هذه الألالم فهذه الاشاعة صنعها إنسان فما بالك بالأشاعة النورانية التى تشهدها هذه الصلاة لذلك قال رسول الله عنها انها دأب الصالحين وشفاءًا للأسقام.

وقت صلاة قيام الليل
يبدأ مع الانتهاء من صلاة العشاء وحتى اذان الفجر وافضلها هو الثلث الاخير من الليل فقد ثبت عن النبى صل الله عليه وسلم انه قال _" ينزلُ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى إلى السَّماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حينَ يمضي ثلثُ اللَّيلِ الأوَّلُ فيقولُ: أنا الملِكُ من ذا الَّذي يدعوني فأستجبَ لَهُ، من ذا الَّذي يسألُني فأعطيَهُ، من ذا الَّذي يستغفِرُني فأغفرَ لَهُ، فلا يزالُ كذلِكَ حتَّى يضيءَ الفجرُ"

كيفية صلاة قيام الليل
وصلاة الليل تصلى مثنى مثنى وسنته فيها صل الله عليه وسلم احدى عشر ركعة او ثلاثة عشر ركعة ويجوز للمسلم فيها ان يصلى ماشاء منها بحسب استطاعته وقدرته على ان يحرص على ان يختم صلاته بوتر ان لم يصلى الوتر بعد العشاء، وقد ورد عن عبد الله ابن عمر انه قال " يا رسولَ اللَّهِ كيفَ تأمرُنا نصلِّي منَ اللَّيلِ ؟ قالَ يصلِّي أحدُكُم مَثنى مَثنى ، فإذا خشِيَ الصُّبحَ يصلِّي واحدةً ، فأوتَرَت لَهُ ما قَد صلَّى".

فضل صلاة الليل
وصلاة الليل صلاة قربة لله تعالى فيها سلامة للروح وصحة الجسد فقد ورد عنه صل الله عليه وسلم انه قال " عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ"

ويرفع بها المولى عز وجل الهم والغم والبلاء وينجى بها عباده بفضل الدعاء من الغلاء والشقاء والشفاء من كل داء

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]