اكد احمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية لموقع بكرا أن مصر تلعب دوراً هاماً في التوسط والوساطة بين الأطراف المختلفة في النزاعات الإقليمية، بما في ذلك الصراع الدائر حاليًا بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة مشيرا الى "ان هناك اتصالات مستمرة بين مصر والأطراف المعنية بهدف وقف الأعمال العسكرية والحفاظ على الهدوء في المنطقة".

واشار السيد الى دور مصر في فحص إمكانية إبرام صفقة جديدة بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، موضحا ان "مصر تسعى عادةً للعمل على التوصل إلى هدن واتفاقيات تهدف إلى تحقيق الهدوء والاستقرار في غزة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام, وقد شهدت مصر جهوداً متواصلة في الماضي للوساطة والتوسط بين الطرفين للتوصل إلى اتفاقيات هدن وتسوية للنزاعات وتحقيق التهدئة".

وتابع يقول "كما تسعى مصر دائماً للتوصل إلى حلول سلمية ومستدامة للنزاعات في المنطقة وتلعب دوراً حيوياً في تسهيل الحوار والتفاوض بين الأطراف المتصارعة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط".

القضية الفلسطينية

وحول موقف القاهرة الرافض للتهجير وتصفية القضية قال الباحث السيد ان "مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية أساسية وحساسة، وتدعم حلولاً سلمية تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقيق الاستقرار في المنطقة, كما تسعى القاهرة إلى دعم الجهود الدولية التي تعزز الحل السلمي للصراع، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقًا للقرارات الدولية واتفاقيات السلام السابقة. كما تعارض أي تدابير تهدف إلى التهجير أو التصفية القسرية للقضية الفلسطينية."

وأردف قائلا " كما تُعبر مصر عن موقفها الرافض حكوميًا وشعبيًا لمحاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتؤكد دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، كما تعتبر ضمان استقرارهم وعيشهم في كرامة داخل أراضيهم الأصلية أمرًا حيويًا."

وذكر "ان مصر لم تكن بعيدة عن هذه التطورات الأخيرة حيث تحركت منذ اليوم الأول لاحتواء التصعيد المتواصل، ومع تزايد العمليات الإسرائيلية وبدء تطبيق سياسة العقاب الجماعي على السكان من قطع الكهرباء والمياه ونقص الإمدادات الغذائية وقصف معبر رفح الفلسطينى، كثفت القيادة السياسية تحركاتها الإقليمية والدولية بهدف إدخال المساعدات من أجل إنقاذ السكان من كارثة إنسانية مروعة رغم المعوقات التى تضعها إسرائيل فى هذا الشأن".

الحصار والتهجير

واضاف ان "الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص أن يعلن على الملأ محددات التحرك المصرى تجاه الأحداث، ومنها ضرورة الانتباه إلى خطورة محاولات تصفية القضية الفلسطينية ووجوب إخراج المدنيين من دائرة الانتقام وتجنب سياسة العقاب الجماعى والحصار والتهجير."

وأكد الباحث المصري ان هذه هي الرؤية الحقيقية لموقف مصر من القضية الفلسطينية ذلك الموقف الذى لم ولن يتغير، ولاسيما عدم تخلى مصر عن الفلسطينيين، وهو ما يعنى أن القضية الفلسطينية تمثل أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية رغم أية صراعات حيث إن الهدف النهائى الذى تسعى إليه مصر هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]