كشف مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن عريب الرنتاوي، عن العقبات التي تحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

وقال لموقع بكرا "هناك عقبتين أساسيتين تجعلان من غير المنتظر ترجمة سيناريو قيام دولة فلسطينية مستقلة على أراضي عام 67 وعاصمتها القدس الشريف".

اسرائيل، عقبة 

واشار الى ان "العقبة الاولى الأساسية والحاسمة هي اسرائيل فلا يوجد فيها فريق سياسي واحد يسير بهذا الاتجاه، موضوع القدس موضوع اجماع كعاصمة ابدية موحدة لاسرائيل، موضوع الاستيطان ليس هناك سياسي اسرائيلي مستعد لتجميد الاستيطان، هناك مليون الا ربع مستوطن من المتطرفين مدججين بالسلاح والكراهية يتمتعون بنفوذ سياسية في الحياة الحزبية والسياسية داخل اسرائيل تحولوا الى مليشيات تعيث في الارض فسادا و تخريبا وتدميرا في كل أنحاء الضفة الغربية، ليس هناك في اسرائيل تيار سياسي ناضج يذهب باتجاه المساومة التاريخية الكبرى."

السياسة الداخلية للولايات المتحدة

وتابع يقول " العقبة الثانية انه ليس هناك في واشنطن ادارة مستعدة الآن ولا بعد الانتخابات الرئاسية لممارسة الضغوط واستثمار كل أوراق القوة التي بحوزتها لإرغام اسرائيل على الجنوح لخيار الدولتين، الادارات يحكمها بالاساس ليس فقط انسجامها الاستراتيجي وشراكتها الإسرائيلية مع اسرائيل وانما حسابات السياسة الداخلية التي ما زال قول الفصل فيها للجماعات الضاغطة الصهيونية المؤيدة لإسرائيل ولبعض الكنائس الإنجيلية المتصهينة التي تدعم المرشحين الذين يضعون مصلحة اسرائيل مقدمة على مصلحة الولايات المتحدة.

واكد الرنتاوي انه في غياب هذين الشرطين لا اعتقد ان حل الدولتين يمكن ان يرى طريقه الى حيز التنفيذ. وشرح ان اورويا مع حل الدولتين لكن ليس لديها اوراق او موقف مشترك بل هي في ذيل السياسات الامريكية الإقليمية والدولية، روسيا والصين مع حل الدولتين ولكن ليس لديهما من أوراق الضغط على اسرائيل مما يدفعها للجنوح نحو هذا التيار.

فرصة من الحرب 

وأعرب عن اعتقاده انه بعد الحرب على غزة قد نرى انتعاشا في الحديث عن مسار سياسي وحل الدولتين ولكن سنكون أمام سيناريو إعادة إنتاج المفاوضات العبثية التي امتدت 30 عاما والذي لم يترتب عليها سوى مزيد من المستوطنات والاستيطان.

ورأى الرنتاوي ان معيار الجدية الان في المواقف الدولية الأوروبية والأمريكية المؤيدة لحل الدولتين هي البدء بالاعتراف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هذا يجب ان يكون نقطة البداية وليس النهاية، بخلاف ما حدث في أوسلو حيث تركت كل الملفات للتفاوض على الحل النهائي.

واكد ان المطلوب الان هو استدارة كاملة في المقاربة تبدأ أية مفاوضات من خط الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة وعاصمتها القدس وبعد ذلك تكون المفاوضات على التفاصيل والترتيبات والإجراءات الانتقالية، في حال ذهب المجتمع الدولي نحو هذا الخيار يمكن ان يشكل ذلك ضغطا كبيرا على اسرائيل من اجل الجنوح لخيار الدولتين، وان لم يتحقق ذلك وظل المجتمع الدولي على نفاقه ويرجئ كل المسائل بانتظار الموافقة الإسرائيلية اعتقد اننا امام جولة جديدة من العنف والمواجهة المتجددة والاستباحة الاسرائيلية والمقاومة الفلسطينية المتجددة لسنوات وربما لعقود قادمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]