كتب الفنان مارسيل خليفة عبر فايسبوك: "إلى " غَزَّةْ " فلسطين
في يوم " الميلاد " اتذكّر أول أغنية كتبتها وغنيتها لفلسطين وكنت يومها طالباً صغيرا في صف التوافق الصوتي للأستاذ الكبير " عبد الغني شعبان" بالمعهد الموسيقي . وكان لي فيوضٌ من الأنغام لا استطيع حصرها وطريقاً شاقا اقطعه كل يوم من قريتي الساحليّة " عمشيت " الى مدينتي الأولى " بيروت " لأبني التوازن الضروري الذي أردته . وكان لي من مطر اللحن صبيبي . وهذا الدرس تحوّل بعد حين موسيقى وأغنية لفلسطين . عزفتها في احتفالات المعهد ببيروت وفي ثانوية جبيل وفي نادي عمشيت وفي قرى ومدن أخرى في لبنان الجميل . وقد بُحَّ صوتي والجمهور يستعيد الاغنية بالحب ودهشة الروح .
لا سبيل الى التذكّر إلاّ باشتمام المكان ، تبتعد من المكان ولا يبتعد عنك . هل انت من تسكنه وترحل أم هو يسكنك وإن ترحل ؟ كظلّك يتبعك أنّى تكن ، تحسبه جغرافية وهو تاريخ وسيرة في القلب هو أغنية وموسيقى وحُبْ :
الصباح في طريقي إلى المدرسة
المساء الشتويّ قرب نار الحَطَبْ
حضن جدتي على سرير الخرافة
قبلة اطبعها على جبهة أمي لِتَرضى عنّي السماء
ملعب الحيّ يفجّر في صراخنا الينابيع . . .
اليوم يوم الميلاد نعيش مع اهلنا في غزّة . غزّة العصيّةْ على الغزاة غزّة الحبيبة .
يا أيها الفرح المسافر في كلماتنا - لا - لطقس الذبح المدنّس الذي يقيمه السفّاح .
غزّة غزّتُنا - عزّتُنا وعنوان قيامتنا من تحت أنقاض الهزائم . بابنا إلى ميلادٍ نصنعه بأنفسنا .
يا " غزّة " مِني لكِ " جداريّة " الحياة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]