إن ثقافة اختيار ألوان ديكور البيت وأثاثه، تتطلب أيضاً الأخذ بعين الاعتبار شخصيات ساكنيه، وميولهم في اللاشعور إلى اتباع موضة معينة، أو طريقة لافتة في تنسيق هذا الديكور.

من هنا، تبدأ فاطمة الشيراوي، رائدة أعمال في دول التعاون الخليجي، مؤسسة ذي غريشس إف، نصائحها التي تكشف لنا من خلالها أن لكل مكان في البيت شعوراً معيناً، تبعاً للاستعمال الذي يمارس فيه الأشخاص نشاطهم فيه، ومن هنا نعمل؛ حيث يبدأ النجاح، كما ترى، من البيت أولاً.


1. سجادة Engrenage من ميزون لولو Maison Leleu.
2. لوحة للرسام خوسيه مانويل ميريللو Jose Manuel Merello.
3. طاولة بسطح مزدوج مطليّ باللاكر Margot من ميزون لولو Maison Leleu.
4. أريكة Noah من تصميم باولا لينتي Paola Lenti.
5. طاولة وسط من السيراميك الأخضر من تصميم William Coggin، متوفرة لدى غاليري سين أوفيرت Galerie Scènes Ouvertes

لا يوجد مكان مثل البيت، فكلّ منا يتنفس الصعداء، عندما يفتح باب بيته، عائداً من يوم عمل شاق أو سفر أو مناسبة، تتابع فاطمة: «في البيت يتاح لنا بوصفنا أفراداً أن نكون على حقيقتنا، نخطئ ونرفع أصواتنا، ونتأسف، ثم نعانق بعضنا، ببساطة البيت مأوى لكل العواطف، كما يقول الإعلامي الأميركي وليام جون بنيت William John Bennet، لذلك على كل سيدة أن تتمهل في انتقاء ألوان وجدران غرفه، وإكسسواراته التي تعبر عن شخصيات ساكنيه، وتزرع السكينة في قلوبهم، ولهذا نبدأ باقتراح ألوانه حسب المكان».

غرفة الطعام أو المطبخ: البرتقالي يفتح الشهية


1. ديكور وشموع من تصميم Mariela Medina من لادوبليج La Double
2. صحن من البورسلان من مجموعة الاحتفالات من دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana

هذا المكان بحاجة إلى تجسيد شعور النظافة والترتيب، الذي تبتغيه كل سيدة، لذلك يتم اختيار اللون الأبيض فيه، تستدرك الاختصاصية فاطمة: «قد نزيد عليه اللون البرتقالي؛ لأنه يساعد على فتح الشهية، كما يدعم سيدة البيت التي تطبخ، أن تستعد لمهمتها بحب ودفء. بدوره يؤدي الأخضر مهّمةً إذا جعلنا قطعه متفرقة في المكان، فهو يدل على رخاء العائلة؛ لأن كل ما هو طبيعي مستمد من البيئة، كما أن اختيار الطعام ذي اللون الأخضر يعزز الصحة،. أما اللون الذي علينا الابتعاد عنه في غرفة الطعام، فهو اللون الأزرق، الذي يسد الشهية».

غرفة نوم الكبار:ألوان تساعد على النوم
يجب أن تكون خيارات ألوانها فاتحة، من درجات الأزرق الفاتح والرمادي الفاتح، والأخضر الفاتح، حتى البيج الفاتح؛ لأنّ موجات هذه الألوان تساعد على النوم، بمقدار 8 ساعات عميقة، فيما لو اختار الناس في غرفة النوم ألواناً غامقة، سيكون عدد ساعات النوم أقل، وتقل ساعات النوم كلما كانت ألوان الغرفة أكثر قتامة. تتابع الشيراوي: «اللون البنفسجي لا نستخدمه إطلاقاً في خيارات ألوان غرفة النوم؛ لأنّ موجاته عالية، وهو لا يساعد على النوم».

غرفة استقبال الضيوف:ألوان ترحيبية صادقة
في هذه الغرفة، بحسب رأي فاطمة، يجب اختيار اللون البيج بدرجاته؛ لأنها ترحب بالقادم، بكل مصداقية وشعور طيب، ولا بأس من اختيار بعض إكسسوارات المكان من تدرجات هذا اللون الأغمق درجة. وتعلّق الشيراوي: «لهذا تكون غرف الاستقبال في الفنادق والأماكن التجارية بألوان البيج، وكذلك أول مدخل مكان السكن يكون بدرجات لون البيج؛ حيث يتم مزج الألوان كلما تعمقت في مساحة البيت».

غرفة العائلة:4 ألوان و4 شخصيات
تجمع هذه الغرفة العديد من الشخصيات، من مختلف الأعمار، تلفّهم مشاهد متشابكة، يتواصلون بها مع بعضهم البعض، يتسامرون مع بعضهم، وهم يراقبون التلفزيون، فيما يلعب الأطفال من حولهم، تتابع الشيراوي: «في هذه المساحة العاطفية، المليئة بالأنشطة والحيوية، في جدران هذه الغرفة تحديداً، يفضل اختيار الألوان التي تنتمي إلى التراب، ليس الأصفر الخالص، بل الكريم والبيج. فالمشاعر التي تأتي من هذه الألوان تعبّر عن الحيوية والصداقة والحب، أما للكنبات وباقي الأثاث والإكسسوارات من حولنا، فيفضّل اختيار اللون الأخضر، الذي يساعد على الرخاء، وهو لون الحب، كما أنه يهدّئ أعصاب الأفراد بعد يوم عمل شاق، ويتحكم في نشاط الأطفال الزائد. كما يمكننا اختيار بعض الإكسسوارات باللون الأحمر، لأن هذا اللون يعزز الطاقة وروح المرح والفكاهة في المكان. في هذه الحالة وازنّا بين 4 ألوان، أي 4 مشاعر في هذه الغرفة، وهو ما نحتاج إليه، آخذين بعين الاعتبار الشخصيات التي تنتمي إلى فئة «النور النابع من النار» Fire Light، وهي شخصيات منفتحة وتحب العمل الإنساني، وستلاحظون، أن وجودها في الغرفة، سيخصص زاوية لكنبة من الجلد، والخشب الغامق اللون؛ حيث يميل ستايل هذه الفئة إلى أن يكون كلاسيكياً تقليدياً. أما الأشخاص في الغرفة الذين ينتمون إلى فئة «النور الحالم» Dream Light، فهم بطبيعتهم انطوائيون يحبون الرسم والموسيقى، وعادة ما تناسبهم الألوان الكلاسيكية، لكن الفاتحة منها، كالرمادي، والأزرق الفاتح، والأبيض، بطريقة فرنسية راقية، ويكون انتقاؤهم للديكور وقطع الأثاث عائلياً أكثر. وأما إذا تواجدت في الغرفة شخصية من فئة «نور الصباح» Morning Light، فستجد أشخاصاً مبدعين للغاية، يحبون الرقص والترند، وستجد في خياراتهم الستايل العصري «المودرن» والمفعم بالألوان، وهم الذين يحبون اقتناء رسومات وتحف فنية، لينشروها في المكان بكل أناقة. فيما الشخصيات من فئة «نور النجومية» Star Light التي تتمتع بالقيادية، والقوة، فهي دائماً تبحث عن الأثاث المودرن، لكن غير الملون، وتختار إما الأبيض أو الأسود أو الرمادي، وعادة ما تزين تلك الشخصيات المكان بالإكسسوارات من اللونين الأصفر والوردي، لكن الأثاث يكون من الستايل الإسكندنافي؛ أي في غاية البساطة، للاستخدام المباشر».

غرفة الأطفال إلى سن 12 سنة:ألوان طفولية بامتياز


1.ديكور لغرفة مع سجادة Mosaïek من تصميم Javier Tortosa لعلامة GAN
2. إنارة متدلية من السقف PH Artichoke من Louis Poulsen وFendi Casa
3. وسادة من Missoni Home
4. سجادة Misshapen Meadow من Ferreira de Sá
5. سجادة Colorblock Malta Valeta من Ferreira de Sá
6. Altuzara ألتوزارا
7. مقعد Polar من تصميم Tom Lloyd و Luke Pearson لعلامة Tacchini Italia
8. كُرات من الزحاج المنفوخ الملوّن Float من SkLO

لهؤلاء الأطفال، لا بد من اختيار كل ما يناسب شخصيات فئة «نور الصباح» Morning Light في أثاث غرفهم، فهم منفتحون وحيويون وعفويون، يحبون الحركة التي قد توصلهم إلى مرحلة الإبداع. تستدرك فاطمة: « شخصية Morning Light طفولية بامتياز، وخيارات ألوانها تتمتع بموجات غضة، لذلك يجب اختيار درجات فاتحة من الألوان. لكن غرفة اللعب يجب أن تتوافر فيها ألوان الأصفر والأحمر والأخضر، لإعطاء الحيوية والإبداع للأطفال في المكان».

غرفة المراهق:ألوان لتعزيز الثقة بالنفس
في هذه السن يميل الصبيان والبنات، إلى لفت انتباه من حولهم، لفرض وإثبات وجودهم، فأغلبهم بات يختار الألوان الداكنة، لكن هذا الخيار يضعف من طاقتهم الإيجابية. تتابع: «أقترح وجود اللون الأزرق الفاتح؛ لأنه يساعد على التركيز، ويعزز الثقة بالنفس، وبالقدرة على التعبير عما يخالج النفس من مشاعر أمام الأهل. ولا يشترط أن يكون المراهق شاباً أو صبية، لكن للولد يمكننا دمج الرمادي والأزرق الفاتح مع بعضهما، لأن الرمادي يساعد على تقليل نسبة العصبية التي يتميز بها المراهق في هذه السن، ويساعده على الاسترخاء. أما بالنسبة إلى الفتيات، فبصراحة يتبع اختيار اللون نوع شخصيتها، لأن بنات هذا الأيام يتمتعن بشخصيات قوية وجريئة، لكنني أفضل اختيار الوردي الفاتح مع الأزرق، ليبعث روح الأنوثة في المكان، وفي الحالتين لا بدّ من اختيار الألوان الفاتحة التي تعزز النوم العميق لساعات».

غرفة المكتب:ألوان للتواصل والتركيز


1. ديكور لمكتب يصلح للعمل من المنزل بألوان فاقعة، من تصميم مكتب الهندسة Office S&M.
2. مصباح من تصميم Lea Mestres، متوفر لدى غاليري سين أوفيرت Galerie Scènes Ouvertes

تقترح اختصاصية الألوان اختيار لون الأثاث والجدران مائلاً إلى الأزرق؛ لأنها الغرفة التي نقرأ فيها ونقوم بأبحاثنا فيها، وهذا اللون يساعد على التواصل والقدرة على التركيز، ثم يمكننا إدخال اللون البني للأثاث،. تتابع: «هذا أيضاً يعود إلى مهنة الشخص، فإذا كان صاحب المكتب مصمّم ديكور مثلاً، عليه أن يكون مبتكراً وخلاقاً، وأقترح هنا اختيار اللونين الأبيض والأصفر؛ لأنهما يساعدان على مدّ الشخص بروح الابتكار. لكن إذا كان صاحب المكتب يعمل في الاستثمار مثلاً، أو البحوث العلمية، فهو يحتاج إلى تركيز أكبر على العمل، وفي هذه الحالة يعدّ اللون الأزرق هو اللون المناسب لهذا المجال».

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]