استأنفت لليوم الثاني الجلسات في محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي تبحث الشكوى التي قدمتها جنوب افريقيا ضد اسرائيل، حيث تتهمها اسرائيل بارتكاب جرائم حرب. 

واتهمت جنوب أفريقيا الخميس في محكمة العدل الدولية في لاهاي إسرائيل بارتكاب "أعمال إبادة" بحق الفلسطينيين في غزة، وطالبتها بتعليق عاجل لهجومها الجوي والبري على القطاع المحاصر. في المقابل، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انتقادا شديدا إلى بريتوريا مؤكدا أن بلاده "هي التي تحارب الإبادة الجماعية".

وحول هذا الموضوع تحدث موقع بكرا مع "ميخائيل سفراد"، أحد كبار المحامين في مجال حقوق الإنسان في إسرائيل.

حتى لو لم يتم فرض حق النقض، فإن أمر المحكمة المؤقت قد يسبب لإسرائيل مشاكل خطيرة.

"هناك قانون دولي، ويستمع الحقوقيون والقضاة إلى ما تقوله المحاكم ذات الأهمية، وعندما تصدر محكمة العدل الدولية في لاهاي، قرارات، فإن المحاكم في جميع انحاء العالم الغربي لا تتهرب من هذه القرارات، ولذا إذا كان هناك قرار من المحكمة بأن هناك خطر يتمثل بإبادة شعب، فيمكنني أن أتخيل مواطنًا بريطانيًا يلجأ إلى محكمة بريطانية ويطالب بإصدار أمر ضد حكومته، بعدم المتاجرة بالسلاح مع إسرائيل، لأن محكمة العدل الدولية في لاهاي، اتهمتها بارتكاب إبادة جماعية.

هناك أبعاد أخرى لقرار المحكمة الذي يتعلق بخطر الإبادة الجماعية، فمثل هذا القرار سيُجبر المدعي العام للمحكمة الجنائية في لاهاي، على فتح تحقيق. 

متى من المتوقع صدور القرار؟

لا توجد قواعد، لكن يمكنني أن أستنتج من الماضي. في المناقشات بين غامبيا وميانمار، تم اتخاذ قرار في غضون شهر. ويجب أن نتذكر أيضًا أن هذه القضية ستستمر بعد جلسة الاستماع بشأن الأمر المؤقت. ستكون إسرائيل مضطرة لتقديم حقائق تبرؤها من الادعاء بارتكابها جريمة إبادة جماعية، ولكن هذه الحقائق قد تعقّد الأمر في المحكمة الجنائية، على سبيل المثال، قد تشرح أنها قصفت مكانًا معينًا لأنه كان له غرض عسكري، ولكن بعد ذلك قد تعترف بحقائق يمكن أن تشكل أساسًا للاستخدام غير المتناسب للقوة.

هل مسألة احتمالية منع وقوع إبادة جماعية  يمكن الوصول إليها في الدعوى القضائية المقدمة من قبل جنوب أفريقيا؟

"نعم. فمنذ يومين قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، أننا تجاوزنا مرحلة في القتال. لا أعلم إذا كان ذلك بسبب ذلك فحسب، لكن من الممكن أن تقول إسرائيل للمحكمة يوم الجمعة: هذا أمر نظري، فنحن لن نعمل على تصعيد نشاطنا العسكري، ومن المحتمل أن يضعف كثيرًا.

ما هي توقعاتك بالنسبة للقرارات؟

إذا صُدر أمر، فالسؤال هو بالطبع ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم به أم لا. ومن معرفتي بإسرائيل، أقدر أنها لن تلتزم له، الا اذا قررت وقف إطلاق النار من تلقاء نفسها، وهو أمر لا علاقة له بالمحكمة على الإطلاق، لكن عصيان أمر المحكمة سيقود الأمر إلى مجلس الأمن.

صحيح أن هناك حق النقض الأمريكي، وبالتالي فإن القرار المقترح الذي يفرض عقوبات على إسرائيل سيواجه على الأرجح بحق النقض الأمريكي. لكن الفيتو الأمريكي على أمر من محكمة العدل الدولية في لاهاي، بما يتعلق بالخشية من ارتكاب الإبادة الجماعية، هو ثمن سياسي باهظ سيتعين على الحكومة الأمريكية أن تدفعه من الداخل ومن الخارج.

وشخصياً، كيف ترى حقيقة اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية؟

أنا أنتمي إلى عائلة ناجية من كارثة النازية، وحقيقة أننا نتحدث عن هذه المسألة، وحقيقة أن إسرائيل تواجه هذه المسألة، فهو أمر مفجع. جدي، هو عالم الاجتماع سيغموند باومان، كتب عن متلازمة الضحايا الذين لديهم تطلعات، أنه سيأتي دورهم ليكونوا ضحايا، ويجب بذل جهد لتجنب ذلك، لكن أخشى أننا فشلنا في ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]