يأتي القدر أحياناً بما لا يتوقعه الإنسان وتصادفنا في حياتنا مواقف تستدعي منّا سرعة التصرف والجهوزية ومنها على سبيل المثال حالات طوارىء تتطلب معرفة وخبرة في الإسعافات الأولية لإنقاذ شخص ما من حادث سيارة على سبيل المثال. وغالباً ما تأتي حالات الطوارىء بنسبة 85% منها من دون سابق انذار ولذلك فإن هناك ضرورة ملحة للقيام بدراسة حالات الطوارىء سواء كان في حياتنا المهنية أو حياتنا العادية.

ودائماً سنكون بحاجة الى التعامل مع حالات الطوارىء بسرعة وعن دراية، لكي لا تكبر وتصبح حالات مستعصية يصعب التعامل معها خصوصاً في عالم السيارات والسرعة. فقد نكون سائرين برعاية الله في سياراتنا وفجأة تحدث حالات طوارىء. هنا يجب أن نكون مستعدين لتقديم مايمكن أن نطلق عليه بالاسعافات الأولية لمنح حلول مؤقتة لأوضاع سلبية معينة ومن ثم يأتي الوقت المناسب لإعطاء الحلول النهائية الدائمة.

تتطلب كل حالة طوارئ طرقًا مختلفة من الإسعافات الأولية، لذلك يتوجب على كل فرد يواجه حالة طوارئ أمامه، أولًا عدم الذعر والارتباك وثانيًا التصرف وفق قواعد معينة.

الإسعافات الأولية قبل وقوع الحالات الطارئة:
الأمر الأكثر أهمية هو أن نكون مستعدين للتفكير المسبق بخطوات الإسعافات الأولية التي يتوجب علينا القيام بها عند حصول حالة طوارئ قبل وقوعها بالفعل، من خلال الخطوات الآتية:
ضع خطة طوارئ وقم بفحص مدى فعاليتها قبل وقوع حالة طوارئ حقيقية.
تحقق من أسرع وأفضل طريقة للوصول بالسيارة إلى غرفة الطوارئ.
خطط مسبقًا لكل الإجراءات التي يتم اتباعها في حالات الطوارئ، فإن ذلك سيؤدي إلى تقليل احتمالات الإصابة بالذعر، كما ستزداد فرص واحتمالات تلقي العلاج المناسب على وجه السرعة.

الإسعافات الأولية عند وقوع الحالات الطارئة:
الأمور التي ستحدد كيفية الإسعافات الأولية في الحالات الطارئة هي: ما هي الحالة، والوسائل الموجودة تحت تصرفكم، إليكم بعض التفاصيل:
قم بتقديم العلاج العاجل للمصاب من خلال أخذه إلى أقرب غرفة طوارئ إذا كانت الإصابات واسعة النطاق، أو إذا كان المصاب فاقدًا للوعي.
أطلب من شخص ما أن يقوم بالاتصال بغرفة الطوارئ التي تنوي التوجه إليها للإبلاغ عن الحالة قبل وصولك إلى هناك إذا كان الأمر ممكنًا.
قم بطلب المساعدة من خدمات الإسعاف إذا لم يكن بوسعك الوصول إلى غرفة الطوارئ بسرعة، لا تقوم بالاتصال بهم لطلب المساعدة في الحالات التي لا تعد حالات طوارئ، وذلك لكي تكون الخطوط مفتوحة لحالات الطوارئ الحقيقية.

ما هي الحالات التي تستوجب استدعاء سيارة الإسعاف؟

لا تعد سيارة الإسعاف دائمًا الطريقة الأسرع للوصول إلى غرفة الطوارئ إذ أن على سيارة الإسعاف السفر باتجاهكم ومن ثم العودة إلى المستشفى، وكثيرًا ما لا يكون هذا أسرع من السيارة الخاصة.

إذا كان المصاب قادرًا على الحركة بقواه الذاتية، أو إذا كان بالإمكان تحريكه وهنالك سيارة متوفرة، فمن المفضل استخدامها والطلب من شخص ما أن يتصل مسبقًا بغرفة الطوارئ من أجل الإبلاغ عن قدومكم.

في المقابل تصل سيارة الإسعاف مع طاقم مختص يعرف كيفية حمل المصاب مع الحد قدر المستطاع من احتمالات تعرضه لإصابة أخرى، حيث تتوفر في سيارة الإسعاف معدات وتجهيزات طبية لأسطوانات الأوكسجين، ووسائل للتثبيت، ومواد لتضميد الجروح.

الحالات التي يكون فيها العلاج في سيارة الإسعافات مهما:
يمكن لسيارة العناية المركزة المتنقلة القيام بمحاولات لإنعاش المريض في الطريق إلى المستشفى، لذلك قد يكون العلاج في سيارة الإسعاف هامًا وحاسمًا، وخاصة في الحالات الآتية:
المصاب الذي تكون حالته صعبة للغاية.
المصاب الذي قد يعاني من إصابة في الظهر أو العنق.
الاشتباه بإصابة المريض بسكتة قلبية.
ضيق في التنفس.
عندما تقومون باستدعاء الإسعاف عليكم أن تبلغوا عن انطباعكم عن حالة المصاب أو المريض، ووفقًا لانطباعكم يتم اختيار نوع سيارة الإسعاف التي يجب إرسالها لنقل المريض.
كثيرًا ما يتم التعامل مع سيارة الإسعاف على أساس أنها سيارة أجرة باهظة الثمن ولكن عليكم أن تفكروا بشكل منطقي قبل أن تقوموا باستدعاء سيارة الإسعاف، وأن تأخذوا بعين الاعتبار إمكانية أن يكون هنالك مريض في مكان آخر بحاجة أكبر لسيارة الإسعاف.

علامات حالات الطوارئ :
الإصابات الخطيرة أو واسعة النطاق
المنطق السليم يقول بأن الشخص الذي يعاني من كسر في الساق أو إصابة كبيرة في منطقة الصدر، بحاجة لتلقي العلاج الطبي على الفور.
غرف الطوارئ معدة لمعالجة الإصابات الخطيرة ويجب التوجه إليها بسرعة.

احتمال وجود إصابة في العنق أو العمود الفقري
لا تقوموا بتحريك المصاب قبل وصول شخص مؤهل، إلا إذا كان هنالك أمر ضروري يستوجب تحريك المصاب فقد يؤدي تحريك المصاب قبل أن يتم تثبيته كما يجب إلى تفاقم إصابته.

عدم وجود نبض أو عدم قدرة المريض على التنفس
يجب أن يتلقى المصاب الذي يكون هنالك شعور بأن قلبه أو رئتيه قد توقفت عن العمل مساعدة طبية فورية.
عليكم استدعاء سيارة الإسعاف للحصول على الإسعافات الأولية اللازمة على الفور، وإذا كنتم تعرفون كيفية القيام بعمليات إنعاش قلبي رئوي (CPR) باشروا بتنفيذها بعد استدعاء الإسعاف أو بعد أن تطلبوا من شخص آخر يتواجد على مقربة منكم الاتصال لاستدعاء سيارة الإسعاف.

فقدان الوعي
يحتاج الشخص الذي يفقد الوعي إلى تلقي الإسعافات الأولية الطبية على الفور.

النزيف الذي لا يمكن إيقافه
يتوقف النزيف من معظم الجروح عند الضغط على الجرح وهذا هو الجزء الأهم في الإسعافات الأولية في حالات الإصابة بمثل هذه الجروح، ولكن الجرح الذي يستمر بالنزف على الرغم من الضغط عليه يستوجب العلاج لمنع فقدان كميات كبيرة من الدم، إلا إذا كان واضحًا أن النزيف طفيف.
يستطيع الإنسان البالغ تحمل فقدان كمية من الدم تعادل بضعة أكواب، بينما يستطيع الأطفال تحمل فقدان كميات أصغر نسبةً إلى حجم جسم الطفل.

النعاس أو الهذيان
الهذيان هو حالة تتسم بانخفاض مستوى النشاط الذهني، دون فقدان الوعي بشكل تام.
إحدى الطرق العملية لتحديد ما إذا كانت الحالة تستدعي العلاج الفوري هي فحص قدرة الإنسان على الإجابة على الأسئلة، إذا لم يكن المريض متيقظًا بما فيه الكفاية من أجل الإجابة على أسئلة بخصوص ما حدث معه فإن ذلك يعني أنه بحاجة إلى تلقي الإسعافات الطبية الفورية.
عندما يدور الحديث عن الأطفال يكون من الصعب أن نقرر، لذلك فإنه من الضروري تقديم العلاج الطبي الفوري لأي طفل يبدو في حالة غير متيقظة.

التوهان
يمكن التحقق من الإصابة بالتوهان أو فقدان الإدراك بالزمان، أو المكان، أو الشخصية، عن طريق توجيه الأسئلة الآتية للمريض:
ما هو تاريخ اليوم؟
أين نحن؟
من أنت؟

تتفاوت درجات الخطورة، وهي بالترتيب التنازلي الآتي: عدم معرفة الهوية الشخصية، فقدان الإدراك بالمكان، عدم تذكر التاريخ.
قد يكون التوهان مؤشرًا على الإصابة بالعديد من الأمراض، وهو شائع جدًا عند الإصابة بالحمى الشديدة، حيث أن الشخص الذي كان متيقظًا قبل إصابته بالتوهان والارتباك بحاجة إلى تلقي العلاج الفوري.

ضيق التنفس
عمومًا إذا كان الإنسان يعاني من ضيق في التنفس حتى في وقت الراحة فإنه بحاجة إلى تلقي العلاج الطارئ.
على الرغم من ذلك السبب الرئيس لضيق التنفس لدى البالغين الشباب أثناء وقت الراحة هو متلازمة فرط التنفس (Hyperventilation syndrome) التي لا تشكل مصدرًا للقلق.
ومع ذلك إذا لم يكن بوسعكم التأكد من مصدر الضيق في التنقس ومسببه الحقيقي فينبغي التوجه لتلقي العلاج الطبي على الفور.

العرق البارد
عندما يعاني الإنسان من التعرق كعرض منفرد فهذا لا يدل على وجود مشكلة صحية جدية، ذلك لأن التعرق هو رد فعل طبيعي لإرتفاع درجة الحرارة، كما أنه رد فعل طبيعي للتعرض للضغط النفسي والجسدي، على حد سواء.
معظم الأشخاص قد اختبروا التعرق في اليدين عند تعرضهم للضغوطات خصوصًا النفسية، إضافة إلى ذلك قد يتعرق الإنسان عند ارتفاع درجة حرارة جسمه هذا النوع من التعرق لا يعد مشكلة عادة.

وخلافًا لذلك فإن العرق البارد لدى شخص يعاني من ألم في الصدر، أو البطن أو الدوار، يدل على أن هنالك حاجة لتلقي الإسعافات الفورية، إذ أنه يعد إحدى التأثيرات الشائعة للشعور بالألم الشديد أو الإصابة بمرض خطير.
أدوات بسيطة ينبغي تواجدها في السيارة بشكل دائم هي ميزان حرارة، جهاز ضغط الدم ، جهاز لقياس السكر في الدم ، وشنطة اسعافات أولية فيها المعدات الاولية لاسعاف الجروج والحالات الطارئة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]