أفادت مؤسسات حقوقية فلسطينية بأن إسرائيل اعتقلت أكثر من 6 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية والداخل منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت مؤسسات هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير ومؤسسة الضمير، في بيان مشترك، أن حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء بلغت أكثر من 200، وتشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من الداخل ، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال أكثر من 355 حتى نهاية شهر ديسمبر الماضي.

اعتقال بسبب آية قرآنية وقصيدة

وفي حديث لموقع بكرا مع المحامي حسن عبّادي، المتطوّع لزيارة الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قال: "قمت صباح اليوم بزيارة سجن الدامون، زيارتي كانت للأسيرة حليمة ابو صالحية من نابلس، حليمة طالبة دكتوراه وعلاقات عامة في جامعة القاهرة، هذا هو الاعتقال الأول بحقها، تم اعتقالها بسبب منشورات على صفحتها على الفيسبوك، أحد هذه المنشورات كان نشر دعاء وآية قرآنية والمنشور الثاني كان قصيدة لتميم البرغوثي".

تفتيش عاري، تجويع وتبريد

وأضاف: "الوضع داخل السجون الاسرائيلية بات سيئًا للغاية على الأسرى ما بعد السابع من أكتوبر، على سبيل المثال، هناك مرت الأسيرات بتفتيش عاري بالكامل لعدة مرات، بالاضافة ل"طقوس" تفتيش عاري جماعي وتهديدات بالاغتصاب والارسال لغزة. كما أن هناك حالة من التجويع والتبريد للأسيرات، فنرى أن هناك 12 أسيرة في الزنزانة وليس لديهن ما يكفي من القطع لتدفئتهن، وهذا بالطبع غير الاكتظاظ في عدد الأسيرات في الزنزانة الواحدة، حيث أن في الزنزانة 11 اسيرة، خمسة منهن ليس لديهن سرير وينمن على الأرض، ويستعملن غطاء خفيف جدًا في برد الشتاء. بالاضافة الى اعطاء كميات أقل من الطعام للأسيرات".

وأكمل عبّادي حديثه قائلًا: "هناك نقص واضح في الملابس والملابس الداخلية، حيث أن هناك اسيرة ترتدي نفس "البجامة" منذ اعتقالها، ليس هناك اي فوط صحية للاسيرات كما وانه ليس هنالك اي مناشف، كما ويتم تفتيش الغرف بشكل يومي عدة مرات في اليوم، ويتم أخذ أغراض الأسيرات، كما وان القوانين داخل السجون اصبحت اشّد، حيث انه ممنوع الإنشاد، ويعاقب كل من يخالف القانون".

انقطاع عن العالم الخارجي

ولفت عبّادي إلى أنه قبل السابع من أكتوبر قبعت 27 أسيرة في السجون الاسرائيلية، اما اليوم فهناك 82 اسيرة وقال: "والوضع الأسوأ أنه ليس لدى هذه الأسيرات أي تواصل مع العالم الخارجي، سوى عن طريق محامي عن طريق استقبال اسيرة جديدة التي ستنقل لهن الاخبار الخارجية، وتم منع زيارات الأهالي للأسيرات والأسرى، والقلق الكبير يبقى لدى المعتقلات للمرة الاولى حيث ان غالبيتهن ليس لديهن أي أسبقيات".

اهمال طبي متعمد

وحول وضع الأسرى في سجني مجيدو ورامون قال عبّادي: "حال الأسرى الذكور في السجون الأسرائيلية أيضًا سيء، فعلى سبيل المثال في سجن مجيدو نرى أن الزنزانة التي تتسع لخمسين شخص يتم وضع 140 أسير فيها، غالبيتهم ينامون على الأرض. كما انه في قسم 6 هناك مرض جلدي منتشر بسبب قلة الملابس وعدم وجود المناشف والصابون اللازم بالحمامات. بالاضافة الى أن هناك أسرى ينامون بالجوع، هذا طبعًا عدا عن التفتيشات اليومية المستمرة ليل نهار، الحبس داخل الغرف، التعذيب التهديدات والشتائم التي لا تتوقف، بالإضافة إلى عدم التواصل مع الأقارب والأهالي او اي مؤسسة طبية، ونرى بذلك إهمال طبي متعمد".

وأضاف عبّادي: "في سجن رامون الوضع مشابه لسجن مجيدو، حيث ان هناك عدة مرضى تُمنع عنهم الأدوية والعلاجات الدائمة، مثلا احد المرضى الذي يجب أن يأخذ 3 جرعات انسولين خلال اليوم يأخذ نصف جرعة، او مسن يبلغ من العمر سبعون عامًا لا يأخذ أدويته الدائمة، وطبعًا بالإضافة إلى منعهم من التدخين، وتفتيشهم مع كلاب بشكل يومي، وتقييدهم طوال اليوم معًا".

وأنهى حديثه قائلًا: "الأسرى في خطر وعدم الاهتمام في قضاياهم يزيد من حدة الأمور، باتوا يشعرون بأنهم منسيون، ويأملون أن يتواصل معهم أحد من العالم الخارجي، كما أن المرضى أصبحوا مشروع موت جماعي". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]