يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى العقاب البدني في التعامل مع أطفالهم وفي محاولة لتقويمهم وتصحيحهم وردعهم عن الخطأ، إلا أن أغلب الخبراء التربويين يؤكدون أن الضرب ليس الوسيلة الصحيحة لعقاب الطفل لأن أضرارها تكون أكثر من فوائدها، وبالتالي فإنها تؤثر سلباً عليه أكثر مما تؤثر إيجاباً.

وخلص تقرير نشره موقع "بي سايكولوجي توداي"، وهو موقع أميركي متخصص بالقضايا الاجتماعية والتربوية والسلوكية، إلى أن العقاب البدني للطفل ليس هو الوسيلة الأفضل للتعامل معه.
وقال التقرير الذي اطلعت عليه "العربية نت" إن "هناك طرقا أفضل لتعليم الأطفال السلوك الاجتماعي الإيجابي، وتنظيم العواطف، وتحمل الإحباط والانزعاج، وأن يكونوا مواطنين أفضل في أسرهم، ومجتمعاتهم المدرسية، والمجتمعات الأكبر، وهي طرق أفضل من العقاب القاسي".
ويقول الخبراء إن أول بديلين للضرب هما: تعليم إشارة التوقف واستخدام العواقب الطبيعية والمنطقية، وهما طريقتان كفيلتان بتعليم الأطفال البدائل الاجتماعية للسلوك غير المرغوب فيه.

أما البديل الثالث الذي يجب على الآباء فعله فهو تعليم الطفل "التحكم الذاتي"، وهذا يعني أنه قد يرتكب الخطأ مرة أو أكثر ولكن في كل مرة نقوم بتعليمه بأن هذا السلوك خاطئ بدلاً من إنزال العقاب البدني بحقه.
ويقول التقرير في "بي سايكولوجي توداي" إنه "حتى لو لم يتعلم الطفل المهارة الصحيحة على الفور، فإن دماغه كان يدرك ماهية الاستجابة والسلوك المناسبين، وهذا يعني أنه طريقه لتعلمها".
ويؤكد التقرير أن البديل الرابع للعقاب البدني أو الضرب هو "التنظيم الذاتي"، ويتابع التقرير: "لا يمكن تعليم التنظيم الذاتي عن طريق العقاب. كل ما يمكن أن يفعله العقاب والضرب هو إثارة استجابة تجميد متعددة الأطوار، حيث ينغلق الطفل أو ينفصل. هذا لا يُعلّم التنظيم الذاتي، بل يُعلّم العكس. إنه يشجع على المزيد من الانفجارات والصراعات، لأن التجميد يؤدي فقط إلى تثبيط السلوكيات، ويكتسحها نوعاً ما. هذا يعني أن المشاكل لم تُحل، بل هي كامنة. وبمجرد أن يأتي عامل الضغط التالي، فإن كل هذا الضغط سوف يطل برأسه القبيح، وسيكون هناك انفجار أكبر".

ويرى الخبراء أن علينا تدريب الأطفال على قراءة الإشارات التي ترسلها أجسادهم إليهم بدقة، وإدارة حديثهم الذاتي وجعل دوافعهم أكثر وعياً، حتى يتمكنوا من تقرير ما إذا كانوا يريدون التصرف بناءً عليها أم لا، فنحن نعلمهم أن يكونوا مشاركين نشطين في التنظيم الذاتي الخاص بهم. وفي النهاية، هدف الأبوة والأمومة ليس السيطرة على أطفالنا، بل مساعدتهم على تعلم ضبط النفس.
ويشير التقرير الى أن نتائج الأبحاث الحديثة أظهرت أن الضرب وغيره من أشكال العقاب القاسي يقلل من قدرة الأطفال على اتخاذ خيارات اجتماعية إيجابية، ويقلل من تعاطفهم، ويقلل من قدرتهم على التنظيم الذاتي. وبمعنى آخر فان الأسباب التي تجعل الآباء يقولون إنهم يضربون أطفالهم هي بالضبط التي يجب أن تدفعهم لعدم القيام بذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]