نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحقيقا يفيد بأن منظمة "زاكا" الدينية غير الحكومية نشرت فظائع لم تحدث في عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من تشرين الأول الماضي؛ بهدف جمع تبرعات للمنظمة.

وقال تحقيق الصحيفة، إن "زاكا" وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 1995، ومسؤولة عن التعامل مع حوادث الوفاة "غير الطبيعية" وتعمل بالتعاون مع جميع خدمات الطوارئ وقوات الأمن، ومعظم أفرادها من اليهود المتدينين، واجهت الإفلاس، قبل الـ7 من تشرين الأول، لكنهم جمعوا أكثر من 50 مليون شيكل (13.7 مليون دولار) بعد ذلك التاريخ.

وأوضح التحقيق أن الشرطة الإسرائيلية تمنع المتطوعين الذين يعملون في أماكن الحوادث من إجراء مقابلات دون تصريح، ونشر تفاصيل أو صور من الكواليس، مضيفة أن جميع القواعد قد تم انتهاكها منذ 7 تشرين الأول.

وأشار إلى أن مقاطع الفيديو وصورا لبقع دم وجثثا في أكياس ملأت حسابات "زاكا القدس" في منصات التواصل الاجتماعي؛ بهدف جمع التبرعات.

ولفت إلى وجود 3 منظمات تعمل على جمع الرفات البشرية من مواقع الهجمات والحوادث والكوارث، وما يقف خلفها هو الكثير من المال، ويخصص لهذه المهمة عشرات الملايين من الشواكل من خلال التبرعات والدعم المالي من الدولة.

تسابق دون احترام 

وأوضحت أن التنافسية بين المنظمات زاكا القدس، زاكا تل أبيب، ومنظمة 360 وحدة تسببت في الكثير من المخالفات مثل "توزيع الصور الصادمة التي لا تحترم كرامة المتوفى".

ونقل التحقيق عن شهود قولهم، إن "زاكا" نشرت روايات عن فظائع لم تحدث أبدا، ونشرت صورا حساسة، وتصرف بشكل غير احترافي على الأرض.

وأشار إلى أن زاكا جمعت أجزاء من الجثث لا علاقة لها ببعض؛ الأمر الذي صعب تحديد هوية المتوفين، ولم تحدد هوية بعض القتلى حتى الآن، كما أن بعض حقائب الجثث وصلت بعد عدة أيام من الـ7 من تشرين الأول.

حكايات من الخيال

بحسب التحقيق؛ قال أحد متطوعي زاكا وقد اغرورقت عيناه بالدموع في حساب نشر على حسابات زاكا على وسائل التواصل الاجتماعي: "رأينا امرأة تبلغ من العمر نحو 30 عامًا، وكانت مستلقية على الأرض غارقة في بركة كبيرة من الدماء، ومواجهة الأرض "لقد قمنا بتسليمها لوضعها في الحقيبة".

وأضاف: "كانت حامل، كانت بطنها منتفخة، وكان الطفل لا يزال ملتصقاً بالحبل السري عندما طعنت، وأصيبت برصاصة في مؤخرة رأسها. ولا أعرف إذا كانت قد عانت ورأت طفلها مقتولاً أم لا".

وأوضح التحقيق أن هذه "الحادثة المروعة" التي زعم متطوع زاكا أنها وقعت في بئيري، ببساطة لم تحدث، وهي واحدة من عدة قصص تم تداولها دون أي أساس.

وأضاف أنه لا يوجد دليل على هذه الحادثة، ولم يسمع أحد في الكيبوتس عن هذه المرأة، وأشارت إلى أن مسؤول كبير في "زاكا" اعترف في حديث مع صحيفة "هآرتس" أن المنظمة تعلم أن الحادثة لم تقع.

وأوضح التحقيق أن "زاكا" اتُهمت بنشر معلومات كاذبة من قبل، ففي كانون الثاني 2022، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن "زاكا" قامت بتضخيم عدد المتطوعين المعلن عنه لسنوات من أجل الحصول على المزيد من التمويل.

وفي تقرير سابق لهآرتس قالت محققة إسرائيلية، إن هناك صعوبة في الوصول إلى "ضحايا اعتداءات جنسية وشهود عيان على تلك الحوادث التي تدعي السلطات حدوثها" خلال عملية "طوفان الأقصى" التي مضى على حدوثها قرابة ثلاثة أشهر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]