في خطوة رائدة ضمن صناعة الطيران، بدأت الناقلة الوطنية الفنلندية شركة طيران "فين إير" برنامجاً جديداً لوزن الركاب وأمتعتهم قبل الصعود إلى الطائرة. تهدف هذه المبادرة، التي أطلقت في مطار هلسنكي، إلى جمع بيانات دقيقة عن توزيع الوزن على متن رحلاتها، ما يعزز دقة تخطيط الرحلات وتقدير الوقود.

تبدأ مقاربة "فين إير" الابتكارية هذه بداية هذا الأسبوع، حيث شارك أكثر من 500 راكب بشكل طوعي عند بوابات المغادرة. أكدت الشركة لعملائها أن المشاركة اختيارية بالكامل، دون أي عقوبات لمن يختار الانسحاب.

علاوة على ذلك، يتم الحفاظ على خصوصية المشاركين بشكل صارم، حيث يمكن فقط لوكيل خدمة العملاء في نقطة الوزن الاطلاع على بيانات الوزن الكلي، ما يضمن الحفاظ على السرية وراحة بال المتطوعين.

هذا البرنامج ليس تجربة معزولة؛ بل يعكس اتجاهاً متزايداً بين شركات الطيران لتحسين العمليات وتقليل الانبعاثات الكربونية. تشير الأبحاث من مصادر دولية إلى أن بيانات وزن الركاب الدقيقة يمكن أن تحسن بشكل كبير كفاءة استهلاك الوقود وتقلل من الأثر البيئي للرحلات الجوية. من خلال تخصيص حمولة الوقود لتلبية احتياجات كل رحلة بدقة، يمكن لشركات الطيران تقليل استهلاك الوقود غير الضروري، ما يؤدي إلى عمليات أكثر استدامة وفعالية من حيث التكلفة.

يستمر برنامج "فين إير" طوال الشهر، مع خطط لاستئنافه في أبريل/نيسان ويوليو/تموز، ما يبرز التزام الشركة بالكفاءة التشغيلية والمسؤولية البيئية. هذه الخطوة الاستراتيجية لا تعزز فقط سلامة الرحلات وكفاءتها، ولكنها تضع "فين إير" كقائد في تبني الممارسات البيئية المسؤولة في قطاع الطيران.

شركة طيران و السبب وراء وزن الركاب

وفقاً لصحيفة The Times البريطانية، تهدف عملية وزن الركاب وأمتعتهم التي تقوم بها شركة الطيران الوطنية الفنلندية "فين إير" إلى تحقيق أفضل معايرة لترتيبات الجلوس. تقوم الشركة بإجراء هذه الحسابات استناداً إلى وزن الطائرة نفسها، ووزن الوقود والأمتعة والبضائع، وخدمات تقديم الطعام على متن الطائرة، وخزانات المياه، وبالطبع الركاب.

لتحقيق هذا الهدف، تعتمد شركات الطيران في أوروبا عادةً على التقديرات التي تجمع كل بضع سنوات لصالح الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران. وقد أظهرت المراجعة الأخيرة للوكالة، التي أُجريت عام 2022 بالتعاون مع فرع من شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران وشركتين استشاريتين اقتصاديتين، أن متوسط وزن الراكب البالغ هو 76.3 كيلوغرام، بما في ذلك ملابسه، مسجلاً انخفاضاً طفيفاً من 77.4 كيلوغرام في الدراسة السابقة عام 2009.

يتغير هذا الوزن بشكل كبير حسب الوقت من العام، من 74.7 كيلوغرام في الصيف إلى 77.6 كيلوغرام في الشتاء، ويرجع ذلك أساساً إلى الملابس الشتوية الثقيلة. كما بلغ متوسط وزن قطعة الأمتعة المحمولة 7.7 كيلوغرام، بزيادة قدرها كيلوغرام واحد عن عام 2009.

مع ذلك، تفضل "فين إير" استخدام بياناتها الخاصة للحصول على تقدير أدق قليلاً لاستهلاك الوقود. وفي عام 2017، قامت الشركة بوزن عدة مئات من الركاب في مطار هلسنكي بشكل طوعي مماثل. يُعد هذا الإجراء غير معتاد في أوروبا، لكنه تم اعتماده بشكل متقطع من قبل شركات الطيران في أنحاء أخرى من العالم على مدار الـ12 شهراً الماضية، بما في ذلك طيران نيوزيلندا، والخطوط الجوية الكورية، والخطوط الجوية الأوزبكية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]