أفادت تقارير مؤخرا ان مصر بدأت تمهد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود.

وعقب د. رفعت سيد أحمد الخبير الاستراتيجي المصري مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية لموقع بكرا على هذه التقارير بالقول" ليس لدي معلومات عن هذا الموضوع" مشيرا الى ان هناك أنباء متضاربة حول مسألة تهجير أهالي قطاع غزة في هذه اللحظة قبل الهجوم البري الواسع الاسرائيلي على رفح.

تناقضات في التصريحات ولكن ماذا يحدث على الأرض؟

واشار الى ان هناك انباء مثلا نشرت عن ان مصر تبني جدارا عازلا جديدا بامتداد 13 كيلومتر من ساحل البحر المتوسط الى معبر كرم ابو سالم بارتفاع 6 امتار ليمنع الفلسطينيين من الدخول , وصحيفة الغارديان تقول العكس بان مصر تبني مخيما كبيرا ليستوعب اللاجئين بمعنى ان المعبر سيفتح لدخول اللاجئين فهذا خبران متناقضان.

وأضاف د. سيد احمد ان هناك خبرا ثالثا يقول ان اسرائيل وامريكا بالتعاون مع بعض دول الخليج يستعدون لبناء مخيمات في منطقة النقب والاغوار اغلاق معبري رفح وكرم ابو سالم بشكل كامل ليصبح الدخول الفلسطيني في قطاع غزة من ناحية الاردن وان هذا تحول استراتيجي في جغرافية قطاع غزة وتقطيع القطاع الى مخيمات صغيرة لاحتلال اسرائيل الكامل على القطاع , وعلى محور فيلادلفيا.

رفض شعبي ورسمي للتهجير

وقال نحن الان امام اخبار عديدة متناقضة وارى ان الحقيقة فيها غير واضحة مشددا على ان المصريين حكومة وشعبا وجيشا يرفضون التهجير الفلسطيني الى سيناء انطلاقا من حرصهم على عدم انهاء القضية الفلسطينية.

واكد د. سيد احمد انه في حال جرى التهجير فان مشكلة استراتيجية ستنشأ بين مصر واسرائيل وستشتعل حربا خلال شهور قليلة وعندها من الممكن احتلال سيناء بحجة مقاومة "الإرهاب" الفلسطيني.

من جانبه قال هاني الجمل الباحث المصري في الشؤون الإقليمية والدولية لموقع بكرا انه ليس هناك بناء جديد لجدران عازلة لمصر مع حدودها مع قطاع غزة وان الجدران الموجودة هي قديمة شيدت منذ مدة طويلة , وقبل الانباء التي تتواصل في الوقت الراهن عن بناء عوازل جديدة.

التهجير القسري

وأكد ان مصر تضع خط احمر جديد لرفضها للتهجير القسري للفلسطينيين خاصة بعد التدابير العسكرية التي تتخذها اسرائيل في الوقت الراهن لاقتحام مدينة رفح التي يتجاوز سكانها حوالي 2 مليون نسمة.

وأضاف الباحث الجمل انه منذ اللحظة الاولى ل 7 اكتوبر الماضي ورغبات اسرائيل في ازاحة الفلسطينيين عن قطاع غزة سواء بالتهجير الى سيناء او الاردن او حتى بعض رغبات وزراء الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة بان يكون هناك نقل طوعي لهم او تهجيرهم سواء الى القارة السمراء او اوروبا او امريكا اللاتينية فإن مصر ترفض هذا المبدأ وترى فيه تصفية للقضية الفلسطينية.

واوضح ان الاكاذيب والأخطاء المغلوطة التي تداولتها وكالات الأنباء وبعض القنوات الدولية بان مصر تقوم ببناء جدار عازل جديد هي عاري عن الصحة.

وقال ان النفي المصري جاء من أعلى مستوى وهو القيادة السياسية المصرية وايضا على لسان الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في بيان رسمي.

ثوابت القضية الفلسطينية

واكد الباحث المصري ان مصر تدعم ثوابت القضية الفلسطينية وهي رفض التهجير ودعم فلسطين من خلال المساعدات الانسانية وفتح معبر رفح لادخال المساعدات الانسانية لاهالي غزة.

وقال ان مصر حذرت اسرائيل بلغة شديدة اللهجة بان اقدامها على اجتياح رفح امر مرفوض وان الضمانات التي اتت من وسائل الاعلام الاسرائيلية بان اسرائيل ستقوم بالتنسيق مع مصر لاستهداف العناصر الارهابية فقط ومعاودة تهجير الفلسطينيين مرة اخرى من رفح الى الشمال معلومات مغلوطة ومصر ترفض المخططات الإسرائيلية.

يذكر ان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان اعلن نفي مصر القاطع لما تداولته بعض وسائل الاعلام الدولية بشأن قيام مصر بالاعداد لتشييد وحدات لايواء الاشقاء الفلسطينيين في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة وذلك في حالة تهجيرهم قسريا بفعل العدوان الاسرائيلي الدامي عليهم في القطاع مؤكدا موقف مصر الحاسم بالرفض التام للتهجير القسري او الطوعي للفلسطينيين للأراضي المصرية لما في هذا من تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]