صحيحٌ أن مُهندسي الديكور، في العموم، يدعون إلى الاهتمام بمفروشات السرير، لأن الأخير يُمثّل قطعة الأثاث المركزية في غرفة النوم، وهو مسؤول عن إعلاء ديكوراتها. لكن، لا تتوافر في السوق، خيارات عدة للملاءات، وتبدو الأخيرة "مُتقشفة" في تصاميمها، إن صح القول. في السطور الآتية، إضاءة على فكرة الزوجين اللبنانيين ريتا وفارس المقيمان في قبرص، ومؤسسا علامة متخصصة في إطلاق مجموعات غير تقليدية من مفارش السرير والأغطية والوسائد، المحملة بتعبيرات فنية أي بنقوش وطبعات وألوان من إعداد فنانين ومصممين.
للزوجين قصة جديرة بأن تروى، خصوصًا أنهما يُركّزان على مكان غير مطروق كثيرًا في ديكورات غرف النوم، سواء كانت الأخيرة عائدة إلى الزوجين أو الأطفال أو... فهما يهتمان بأنسجة السرير ويدمجان الفن بها، من خلال علامتهما التجارية.

طبعات وألوان تميز مفرش السرير والوسادتين
بعد مُغادرة لبنان إلى قبرص عام 2020، اضطرت ريتا مكاري إلى التوقف عن الوظيفتين، اللتين كانت تقوم بهما: التدريس الجامعي وتصميم الأزياء. لكن، هي لم تستطع أن ترى نفسها أمًّا تلازم المنزل. من هنا، جاءتها فكرة علامة Sunnybeds. صحيح أن مكاري بدأت بالفعل العمل على تأسيس العلامة عام 2018، حتى قبل مغادرة لبنان، إلا أن جائحة كورونا ألزمتها بأن تضع الفكرة على الرف.
تقول المصممة لـ"سيدتي": "ناقشت وزوجي فارس الفكرة مجدّدًا وقررنا منحها فرصة أخرى؛ كان فارس دائمًا في عالم المال، حيث كان يدير شركته الخاصة المتخصصة في الائتمان المؤتمت. من ناحية أخرى، قضيت 6 أعوام في عالم التصميم. لذلك، قمنا بتكوين ما يسمى بفريق الأحلام". وتضيف: "بدأت شركة Sunnybeds من حبّي لكلّ متعلقات السرير، من مفارش ووسائد وأغطية... فقد كنت أولي على الدوام اهتمامًا كبيرًا بكل ما أضعه على سريري". وتزيد: "في مرحلة ما، أدركت أن هناك نقصًا في بياضات الأسرّة الجميلة والنابضة بالحياة في الأسواق؛ كل ما تمكنت من العثور عليه، في هذا الإطار، هو ملاءات ذات تصاميم عادية. من هنا، صممت هوية للشركة الناشئة، فقررت وزوجي إطلاق ملاءات سرير نابضة بالحياة وجريئة وذات نقوش وطبعات ملونة ومبهجة". وتزيد: "نتعاون مع فنانين للرسم على الملاءات وإضفاء طابع خاص عليها".

مجموعتان و4 فنانين من خلفيات مختلفة

في المجموعة الأولى، التي أطلقها المؤسسان الزوجان، في أبريل 2022، هما تشاركا مع 3 مصممين؛ يأتي كل منهم من خلفية مختلفة.
هالة الخليل، فنانة لبنانية مقيمة في لبنان، متخصصة في الرسم الجداري.
فاطمة الباشا، صحافية لبنانية إسبانية مقيمة في قبرص، ولديها مفهوم خاص عن الفن المطبوع على القماش.
نادين مبيض، أستاذة الفنون ومصممة الجرافيك اللبنانية والمقيمة في لبنان.
في المجموعة الثانية، انضم إلى فريق الفنانات، نبيه جمال الدين، فنان لبناني مقيم في دولة الإمارات ومعروف بحبه الخط العربي.

رسوم مبهجة على مفرش السرير
الجدير بالذكر أن الزوجين لا يقيّدان الفنانين بموضوعات معينة، لتحل على مفروشات السرير، بحسب شروح مكاري، التي تقول: "على الفنانين أو المصممين أن يؤمنوا بهوية العلامة السعيدة ويخرجوا بمطبوعات تعكس الإيجابية والبهجة في غرفة النوم". وتوضح "هدفنا متمثل في أن نصبح منصّة لفنانين من أنحاء العالم، ومن خلفيات عدة، حتى يُقدّموا أعمالهم. بذا، يمكن إطلاق مجموعة منوعة من المطبوعات وتلبية احتياجات قاعدة أكبر من المستهلكين".
هناك صور عدة لمفروشات السرير في المجموعتين؛ بعضها ملون ومشرق والبعض الآخر جريء. هناك أيضًا ملاءات ذات نقوش كبيرة وأخرى مطبوعة بطبعات صغيرة.
تتوجه الملاءات إلى ساكني المنازل الذين لا يخشون التميز، حتى عندما يتعلق الأمر بالمساحة الأكثر حميمية في المنزل.

نقوش وألوان جريئة على مفرش السرير

تجيب مكاري على سؤال "سيدتي" المُتعلّق، بمدى تأثير مفارش السرير في ديكورات غرف النوم، قائلة إن "المفارش المُصمّمة من العلامة، تهدف إلى جعل شاغلي غرف النوم ينتبهون إلى المساحات الداخلية المذكورة، وخصوصًا إلى أسرتهم وأسرة أطفالهم، إذ يقضي المرء من 6 إلى 8 ساعات، نائمًا، في كل يوم. لذلك، أرى أنه يجب أن يكون اختيار ملاءات السرير بالأهمية التي يتطلبها اختيار الأريكة أو الكرسي ذي الذراعين أو طاولة الطعام. دعونا نجعل سريرنا هو المحور الرئيس لغرفة النوم عوضًا عن بذل المزيد من الجهد في اختيار ورق الجدران أو الستائر".
إشارة إلى أن مفروشات السرير مصنوعة من نسيج عالي الجودة أي من قطن البركال، بكثافة 300 خيط، وأن الطبع على الأنسجة، يتحقق باستخدام تقنيات الطباعة الرقمية الأحدث، أي بصورة صديقة للبيئة، علمًا أن العملية تخلف نفايات. وبعد غسل الملاءات، تصبح الأخيرة أكثر نعومة، مع احتفاظ الألوان بزهائها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]