في حديث خاص مع موقع بكرا، أكّد المحامي والناشط الحقوقي علي أحمد حيدر أنّ مظاهرة اليوم في سخنين شكّلت نقطة فارقة ومركزية في مسيرة احتجاج فلسطينيي الداخل ضد الحرب على قطاع غزة، موضحًا أنّ أهميتها تكمن في عدّة أسباب، أبرزها أنها المظاهرة الجبّارة الأولى منذ بداية الحرب، كما أنها تميّزت بوحدويتها، حيث شاركت فيها ودعت إليها لجنة المتابعة العليا وجميع القوى والحركات والأحزاب السياسية والوطنية والناشطين ضد الاحتلال.

مشاركة شعبية واسعة ورسالة أخلاقية وإنسانية

وأشار حيدر إلى أنّ المظاهرة شهدت مشاركة واسعة من شرائح جيلية متعددة، خصوصًا من فئة الشباب والصبايا والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين تنقّلوا على كراسي متنقلة، مؤكدًا أنّ هؤلاء حضروا منذ انطلاق المسيرة وحتى الوصول إلى ميدان بلدية سخنين، حيث أُلقيت الكلمات والخطابات المركزية.

ورغم استمرار ممارسات التخويف والاعتقال والملاحقة على مدار نحو 21 شهرًا، أوضح حيدر أنّ المجتمع العربي، إلى جانب حضور لافت من المجتمع اليهودي، رفع صوته عاليًا، مطالبًا بوقف سياسات التجويع والتهجير والقتل، ومؤكدًا في الوقت نفسه على حقّ أهالي قطاع غزة في لقمة الخبز والعيش بحرية وكرامة وأمان.

وتابع قائلًا إنّ الحضور الشرطي المكثف، المتمثل بالشرطة وقوات حرس الحدود على مداخل مدينة سخنين وفي قلب ميدان البلدية، لم ينجح في ترهيب المتظاهرين أو ردعهم، رغم محاولات الاحتكاك والتفتيش وخلق أزمة سير أعاقت وصول عدد من المشاركين. وأكد أنّ الجماهير كانت واعية ومدركة لما يرمي إليه هذا التواجد الأمني، وحافظت على روح القضية التي خرجت من أجلها، وهي وقف الحرب والتجويع.

الشعارات واللافتات تعبّر عن الألم والمقاومة

وتوقّف حيدر عند الشعارات واللافتات والهتافات التي رفعها المتظاهرون، مشيرًا إلى أنها عبّرت عن غضب وحزن عميقين، وعن رغبة صادقة في إيصال صوت المجوّعين والمقهورين، لافتًا إلى مشهد "قرع الطناجر الخاوية" الذي استُخدم كرمز للمعدة الفارغة والأمعاء الخاوية، في إشارة مؤثرة إلى مشاهد الألم التي نراها يوميًا في غزة.

ونوّه حيدر إلى أنّ عدداً من البلدات العربية شهد اليوم وقفات احتجاجية، كما نُظمت مظاهرتان في كل من يافا ورهط، وقد شهدتا مشاركة جماهيرية لافتة.

دعوة لتجديد الزخم وابتكار وسائل نضال جديدة

وفي ختام حديثه، شدّد حيدر على أهمية أن تشكّل هذه المظاهرة انطلاقة متجددة لمواصلة الاحتجاج ضد الحرب والتجويع بوتيرة أكبر، داعيًا إلى استحداث وسائل نضال جديدة من أجل الوصول إلى جماهير أوسع وتحقيق تأثير أشمل.

كما أشار إلى أن الخطوات المقبلة، مثل الإضراب عن الطعام لثلاثة أيام من قبل مجموعة من ممثلي المجتمع العربي والناشطين وكل من يرغب بالمشاركة، إلى جانب دعوة الجمهور العام إلى الصيام الرمزي، ومخاطبة المجتمعين اليهودي والدولي لفضح ما تحاول الحكومة والإعلام الإسرائيلي إخفاءه من ممارسات في غزة، هي خطوات في غاية الأهمية.

وختم حيدر حديثه بالقول: "كل الاحترام والتقدير للمبادرين والمنظمين والمشاركين في هذه الفعاليات والنشاطات، التي تعكس ضميرًا حيًا وتحمّلًا لمسؤولية جماعية تجاه ما يحدث في غزة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]