قتلت شريهان مشلب، الشابة البالغة من العمر 35 عامًا من بلدة أبو سنان، مساء الإثنين الماضي، داخل منزلها، بعدما أُصيبت بعدة عيارات نارية. شريهان لم تكن مجهولة، ولم تكن صامتة. قبل أشهر، صوّرت نفسها داخل ملجأ للنساء المعنّفات في حيفا وهي تبكي وتقول: "ما عملتش شي – بس بدهم يقتلوني". كانت تعلم أن الخطر حقيقي. وكانت تعرف أن صوتها قد لا يُسمع إلا بعد فوات الأوان.

في الفيديو، تحدثت عن تهديدات متكررة وعن توجهات متواصلة لسلطات الرفاه الاجتماعي طلبًا للحماية، دون أن تجد استجابة. طلبت من عائلتها أن يحتفظوا بتسجيلها، وقالت بوضوح: "إذا صارلي إشي – انشروا هالفيديو". الفيديو نُشر، كما أرادت، لكن بعد أن أُعلن عن وفاتها في موقع الجريمة، ولم يعد هناك من يُنقذ.

في أعقاب الجريمة، اعتقلت الشرطة ثمانية مشتبهين، بينهم عدد من أقارب الضحية. اليوم (الثلاثاء)، مددت محكمة الصلح في الكريوت اعتقال أربعة من المشتبهين بيومين فقط، ورفضت طلب الشرطة بتمديد الاعتقال لعشرة أيام. من بين المعتقلين، ثلاثة من أشقاء شريهان، في حين تم الإفراج عن شقيق رابع.

التحقيقات لا تزال مستمرة، لكن مقتل شريهان أصبح عنوانًا مأساويًا لفشل ممنهج في حماية النساء المهددات، ولإخفاق دولة تجاه من استنجدت بها ولم يُستجب لها. الآن، بعد فوات الأوان، تُساق عائلتها للمحاكم، والعدالة – كما يبدو – لا تزال بعيدة عن الاكتمال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]