بين ركام مجمع ناصر الطبي في خان يونس، عُثر على رسالة إنسانية تهز القلب. الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة، التي استشهدت في القصف الإسرائيلي المتعمد على المستشفى، تركت وصية أخيرة لابنها غيث، كتبت فيها: "غيث قلب وروح أمك، ادعيلي وما تبكيش عليا، بدي ترفع راسي وتضل مبسوط، ولما تكبر وتتزوج وتجيب بنت سميها مريم على اسمي."

كلماتها الأخيرة لم تكن مجرد وصية، بل محاولة أم أن تُبقي نفسها حيّة في ذاكرة ابنها، وأن تمنحه القوة ليواصل الحياة رغم الفقد. مريم أوصته بالصلاة، بالنجاح، وبأن يصبح رجلًا يرفع رأسها، مؤكدة أنها عاشت لتجعله سعيدًا وتريد أن يواصل طريقه دون انكسار.

رحيلها جاء في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين، حيث استشهد 16 فلسطينيًا بينهم 5 صحفيين وعدد من الأطباء والمسعفين. ومن بين الشهداء رفاقها في المهنة: حسام المصري، محمد سلامة، ومعاذ أبو طه، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة.

وصية مريم، المليئة بالأمومة والحنان وسط الحرب والموت، تختصر مأساة جيل كامل من الأمهات الفلسطينيات اللواتي يودعن أبناءهن بدموع مكتومة وكلمات أبدية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]