شن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اليوم الثلاثاء، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية بدء العملية البرية للجيش الإسرائيلي في مدينة غزة.
وقال لابيد في مقابلة مع موقع "واي نت": "لا أحد في العالم يفهم ما تريده إسرائيل، ما هي الاستراتيجية، ما هي صورة النهاية، كيف سنعيد الرهائن، كيف سننهي الحرب". متابعا: "كل شيء شغل هواة ومهمِل ومتعجرف ومرتجِل، ثم يبكي (نتنياهو) هو على وجود عزلة دولية".
وتحدث لابيد أيضا عن بداية المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" قائلا: "العملية بدأت، ولكن لا أحد يعرف كيف ستنتهي. التقديرات الأكثر حذرا تقول إنها ستستمر حتى عام 2026. ما هي فكرتهم؟ أننا سنقاتل إلى الأبد في غزة؟ هذا غير منطقي. لم أسمع طوال حياتي عن عملية عسكرية ليس لها هدف سياسي. يرسلون الجيش للقتال هناك. سيُقتل جنود، وسيُقتل رهائن، ولا أحد يفهم ما هو الهدف. لا يمكن لدولة أن تشن عملية عسكرية بهذا الحجم يُفترض أن تستمر حتى العام المقبل دون تحديد أهداف".
وعند سؤاله: "هل هذه مجرد محاولة لخلق ضغط يؤدي إلى صفقة؟" أجاب رئيس الوزراء السابق: "وصلنا إلى 904 قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب. متى ستتوقفون؟ عند 2000؟ نحن نقاتل منذ عامين، متى ستتوقفون؟ لدينا 18,500 جريح، هل ستتوقفون عند 30,000 جريح؟ هذا أمر لا طائل منه على الإطلاق".
وردا على سؤال: "لماذا يدعم الرئيس ترامب هذه الخطوة؟" قال لابيد: "هو لا يدعم هذه الخطوة، بل يقول إنها شأن إسرائيلي، وهو محق. دولة إسرائيل بحاجة إلى إعادة الرهائن، دولة إسرائيل بحاجة إلى تدمير حماس، دولة إسرائيل بحاجة إلى إصلاح العزلة السياسية التي جلبها نتنياهو على رؤوسنا. ترامب يقول إنه شأن الإسرائيليين، وهو بالفعل شأن الإسرائيليين. هذه كارثة جلبتها علينا الحكومة الحالية".
وعن معارضة العديد من الدول لعملية إسرائيل في مدينة غزة، صرح عضو الكنيست لابيد قائلا: "نتنياهو عيّن ثلاثة وزراء للخارجية في غضون عامين، كل واحد منهم أسوأ من سابقه وغير مناسب. لم يكلف نفسه عناء تعيين رئيس لمنظومة الإعلام الوطني منذ مايو 2024. صوتت 147 دولة لصالح الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية. ألم يكن هناك معادون للسامية عندما كنت رئيسا للوزراء؟ بالتأكيد كانوا موجودين. لكننا عرفنا كيف نتعامل معهم. لا يوجد مجلس وزراء أمني في إسرائيل، وليس من قبيل الصدفة أنهم هاجموا في الدوحة دون اجتماع منظم لمجلس الوزراء، ناهيك عن أن قطر تحتفظ بعملاء في مكتب رئيس الوزراء".
وعلق لابيد على اعتراف نتنياهو أمس في مؤتمر "المحاسب العام" في القدس بأن إسرائيل تعاني من عزلة سياسية بسبب الحرب، بالقول: "ماذا يعني "نحن ندخل"؟ هل هذا حدث بفعل قوة قاهرة؟ أنت من تسببت في ذلك. أنت المذنب الرئيسي في وجود هذه العزلة السياسية، ثم تذهب لتتباكى. لا عجب أن تصريحه أمس تسبب في هبوط البورصة. وماذا نريد أن نكون؟ إسبرطة؟ ماذا سيفعل هذا بالطبقة الوسطى الإسرائيلية؟ ماذا سيفعل هذا بالطبقة العاملة؟ هذا ليس قدراً محتوماً، يمكننا تشكيل حكومة فعالة هنا. ستكون هناك سياسة خارجية منظمة، ولن تكون هناك عزلة سياسية، ولن نصبح إسبرطة هنا".
وأضاف لابيد: "أعتقد أن هذا شيء يقودنا إليه عمدا. هو يعلم أن الدولة الوحيدة في حرب أبدية، مع عزلة دولية، هي إسبرطة. نحن في السنة الأكثر حسماً في تاريخ إسرائيل منذ عام 1948. إذا لم نُزح هذه الحكومة المريضة، فإن دولة إسرائيل تتجه إلى مكان سيئ للغاية. سيتعين علينا تشكيل حكومة أخرى، أفضل، لتخرجنا من المستنقع الذي أدخلنا فيه. ما هو 'الاقتصاد الاكتفائي ذاتيا'؟ هذا يعني أننا سنزرع الطماطم في الفناء ونأكلها، وهذا كل شيء. بدون تكنولوجيا متقدمة، بدون إنتاج، بدون اقتصاد".
[email protected]
أضف تعليق