في مقابلة خاصة مع موقع “بكرا”، يفتح محمد دراوشة، الباحث والمحلل السياسي، النار على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وعلى الشارع الإسرائيلي الذي – بحسب رأيه – أنتج حكومة يمينية متطرفة تستند إلى العنصرية العرقية وتدفع الدولة نحو العزلة والانهيار.
دراوشة: “نتنياهو لا يبحث عن أمن.. بل عن خلود سياسي”
يقول دراوشة في بداية حديثه:
“نتنياهو لا يقود إسرائيل نحو الأمن، بل نحو نموذج سبارتا المنعزلة، العسكرية، القمعية. هو لا يريد إنهاء الحرب، بل يريد استمرارها، لأنها توفر له غطاءً سياسيًا يهرب من خلاله من محاكمته بتهم الفساد. كل خطوة يتخذها – من إعادة احتلال غزة إلى تقويض المحكمة العليا – تهدف إلى تثبيت سلطته، لا حماية مواطنيه.”
ويضيف:
“نتنياهو يبيع وهمًا اسمه ‘الاكتفاء الذاتي’، بينما إسرائيل تعتمد على العالم في الطاقة، الغذاء، المواد الخام، وحتى في شرعية وجودها. من دون علاقات دولية، إسرائيل تنهار اقتصاديًا وأخلاقيًا.”
“الشارع الإسرائيلي لم يعد ضحية.. بل شريك”
لكن دراوشة لا يكتفي بانتقاد نتنياهو، بل يوجه سهامه نحو المجتمع الإسرائيلي نفسه:
“الشارع الإسرائيلي لم يعد ضحية لقيادة فاسدة، بل أصبح شريكًا في إنتاجها. هذه الحكومة لم تأتِ من فراغ، بل من صناديق اقتراع ملأها الإسرائيليون بأصواتهم لصالح أحزاب فاشية، دينية، عنصرية، تؤمن بتفوق اليهودي على العربي، وتدعو لطرد الفلسطينيين وإعادة استعمار غزة.”
ويتابع:
“هناك تحول خطير في المزاج العام الإسرائيلي. لم يعد الحديث عن السلام أو التعايش مقبولًا في الإعلام أو السياسة. بل أصبح التطرف هو القاعدة، والاعتدال هو الاستثناء.”
“إسرائيل تخسر كل شيء.. من الداخل والخارج”
يرى دراوشة أن إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا لسياسات نتنياهو وتحالفاته:
“العالم بدأ يدير ظهره لإسرائيل. أوروبا تهدد بوقف التعاون العلمي، الجامعات تقاطع، اليهود في أمريكا يعيدون النظر في علاقتهم بإسرائيل، وحتى بعض الجمهوريين بدأوا يعتبرونها عبئًا. هذا ليس مجرد تراجع دبلوماسي، بل انهيار في شرعية الدولة.”
ويضيف:
“الأسوأ هو ما يحدث داخليًا. هناك هجرة عقول، انهيار في الثقة بين المواطنين، وتفكك في النسيج الاجتماعي. إسرائيل لم تعد دولة لكل مواطنيها، بل دولة لتيار ديني قومي متطرف يحتقر الآخر، ويقمعه.”
“من أثينا إلى سبارتا.. ومن الإبداع إلى القمع”
يختم دراوشة حديثه بتحذير تاريخي:
“إسرائيل كانت تتشبه بأثينا التاريخية: منفتحة، مبدعة، مزدهرة. لكنها الآن تتحول إلى سبارتا: عسكرية، منغلقة، قمعية. سبارتا انتهت، وأثينا خلدت. إذا استمرت إسرائيل في هذا المسار، فإنها ستخسر كل ما بنته خلال 77 عامًا، وستتحول إلى كيان منبوذ، ضعيف، ومهدد بالزوال.”
ويضيف بنبرة حادة:
“نتنياهو لا يقرأ التاريخ، لكنه يكتبه بدماء الفلسطينيين وبدموع الإسرائيليين الذين سيكتشفون متأخرًا أنهم كانوا ضحايا وهم اسمه ‘الأمن عبر القوة’.
[email protected]
أضف تعليق