في حديث لموقع "بُكرا"، قال المحلل السياسي يوآف شطرن إن ما يحدث الآن على الساحة الدولية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس أمرًا مفاجئًا، بل هو ثمرة مباشرة لسياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التي اتّسمت بالتجميد وغياب المبادرة.
سياسة إدارة الصراع بدل حلّه
وأوضح شطرن أن "نتنياهو، ولسنوات طويلة—not فقط خلال العامين الأخيرين في ظل الحرب على غزة—اعتمد على فكرة أنه يمكن إدارة الصراع بدلًا من السعي إلى حله"، مضيفًا: "كان يؤمن بأنه لن يُطلب من إسرائيل تغيير الوضع القائم، وأن العالم سيتقبّل استمرار الاحتلال والانقسام الفلسطيني".
وأشار إلى أن نتنياهو اعتمد في خطابه السياسي على عدة مبرّرات، منها أن "لا أحد يعتقد أن الفلسطينيين يستحقون دولة، وأن السلطة الفلسطينية فاشلة، وأن حماس تنظيم إرهابي لا يستحق أي مكافأة". وأضاف: "هذه المقاربة أنتجت سياسة سلبية راكدة، خالية من أي مبادرة أو رؤيا، وكانت نتيجتها أن دولًا عدّة بدأت تعترف بفلسطين بشكلٍ أحادي، ليس كجزء من عملية تفاوضية أو متبادلة، بل كخطوة داعمة للطرف الفلسطيني فقط".
خطوات إسرائيلية محتملة كردّ فعل
وفيما يتعلّق بردّ الفعل الإسرائيلي، قال شطرن: "هناك رغبة داخل الحكومة اليمينية، وخصوصًا لدى قوى المستوطنين، في استغلال هذا الاعتراف الدولي كذريعة لتنفيذ خطوات أحادية من الجانب الإسرائيلي، مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية أو اتخاذ إجراءات تصعيدية أخرى".
لكنه استدرك قائلًا: "في الوقت الحالي، يبدو أن إسرائيل مترددة. نتنياهو متردد. هو غير متأكد من قدرته على الإقدام على خطوات كهذه دون دعم أمريكي واضح، والموقف الأمريكي في هذه المرحلة غير حاسم، باستثناء التعبير عن رفضه للاعتراف الأحادي بفلسطين".
وأضاف شطرن أن "الأثر المباشر لهذه التطورات على السياسة الإسرائيلية ليس واضحًا بعد، لكن هناك خشية حقيقية من أن تُستغلّ هذه اللحظة لاتخاذ خطوات تصعيدية على الأرض ضد الفلسطينيين، خصوصًا في الضفة الغربية، في ظل غياب المجتمع الدولي عن الميدان، ووجود المستوطنين والفلسطينيين فقط".
وختم حديثه بالقول إن "الدول التي تعترف بفلسطين تفعل ذلك لأنها لم تَعُد مستعدة للانتظار أكثر، بعد سنوات طويلة من الجمود"، مضيفًا: "العالم يمضي قُدمًا... لكن في المقابل، إسرائيل قد تردّ بخطوات مضادة في الميدان".
[email protected]
أضف تعليق