قال الكاتب والمحلل السياسي د. منصور ابو كريم لموقع بكرا " أن توفر الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية، إلى جانب الظروف الإقليمية والدولية، ساهم في الوصول إلى الاتفاق الأخير بشأن التهدئة في قطاع غزة، بعد شهور من المفاوضات التي كانت تنهار في اللحظات الأخيرة."
وأوضح أن الضغوط الأمريكية المتزايدة على الأطراف، إلى جانب الضغط الأوروبي على إسرائيل، و الاعترافات بالدولة الفلسطينية، وحراك الشارع الأوروبي، جميعها عوامل أساسية دفعت نحو إنجاح هذا المسار.
وأضاف ابو كريم أن مواقف الدول العربية والإسلامية، ودخول تركيا وباكستان وإندونيسيا على خط الوساطة، إلى جانب تكثيف الجهود المصرية والقطرية، كانت عوامل حاسمة في الوصول إلى هذه المرحلة من التهدئة المؤقتة التي تمهد لإطلاق سراح الأسرى.
وأشار إلى أن قضية الأسرى والرهائن شكلت ورقة مزدوجة خلال الحرب، إذ استخدمتها حركة حماس كورقة تفاوضية لإنهاء الحرب، فيما استخدمتها إسرائيل ذريعة لاستمرارها، معتبراً أن أي انفراجة في هذا الملف ستفتح الطريق أمام انفراجات سياسية أخرى.
افق سياسي
وفي حديثه عن الأفق السياسي بعد التهدئة، أكد د. ابو كريم أن انتهاء الحرب قد يشكل نافذة للوصول إلى تسوية شاملة، مشددًا على أن تحقيق ذلك يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف أن "وجود اليمين الديني المتطرف بزعامة نتنياهو والليكود يجعل فرص التسوية الشاملة محدودة"، موضحا أن التسوية السياسية تتطلب اتفاقا ينهي الصراع ويؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وهو ما لا يبدو ممكنا في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويرى ابو كريم ان " تشكيل لجنة إدارية من التكنوقراط لإدارة القطاع لفترة انتقالية، حتى تتولى السلطة الفلسطينية زمام الامور جاءت كحل وسط يرضي جميع الأطراف، لافتًا إلى أن المقاربة السابقة القائمة على استمرار سيطرة حماس على القطاع لم تعد قابلة للاستمرار في ظل الرفض الإسرائيلي والدولي والعربي لها.
واكد ابو كريم أن المرحلة الانتقالية المقبلة قد تشهد تحولات في المواقف السياسية، سواء بتغير الأوضاع في إسرائيل أو بتحقيق مصالحة فلسطينية تنهي الانقسام بين حركتي فتح وحماس، وتعيد ترتيب المشهد السياسي في قطاع غزة.
[email protected]
أضف تعليق