في أعقاب جريمتي قتل وقعتا خلال ست ساعات فقط، وأضيفتا إلى موجة العنف المتصاعدة في المجتمع العربي، نُظّمت أمس وقفة احتجاجية بمبادرة مؤسسة أجيك – معهد النقب وبالتعاون مع مجلس عرعرة المحلي. خرج مئات الشبان والشابات في نداءٍ لإنهاء العنف واستعادة الأمن والأمل لجيل الشباب.

أُقيمت الوقفة في بلدة عرعرة، عقب مقتل محمد حسين مرازقة، طالب في السابعة عشرة من عمره طُعن حتى الموت قرب مدرسته، وقاسم عاصلة، شاب في الثامنة عشرة من عمره قُتل بالرصاص أثناء ذهابه إلى العمل مع والده. شارك في الحدث شبان وشابات، ونشطاء اجتماعيون، وعائلات فقدت أبناءها في جرائم قتل، وممثلون عن المجلس المحلي وجهاز التعليم.

حمل المشاركون لافتاتٍ ودعوا إلى وضع حدٍّ لموجة القتل، وللإهمال، ولشعور انعدام الأمان المتزايد في المجتمع. وتحدث كثيرون منهم عن الخوف من مغادرة المنزل، وعن اليأس من الواقع القائم، وعن الحاجة إلى تدخّل حكومي حقيقي في مجالات الإنفاذ، والردع، والاستثمار في الشباب.

جاءت الوقفة في ظلّ المعطيات القاسية لهذا العام: 217 قتيلًا من المجتمع العربي منذ بداية عام 2025، بينهم عشرات الشبان والشبيبة رقم يجسّد شعور فقدان السيطرة والخوف المتزايد بين أبناء المجتمع العربي.

قال رئيس مجلس عرعرة المحلي، الدكتور نزار أبو عقل:
"هذه حالة مأساوية وصعبة للغاية. الحديث عن فتى طعن فتى آخر داخل المدرسة وكلاهما من سكان كفر قرع، البلدة المجاورة لعرعرة، ولهما أقارب هنا. الحادثة هزّت المجتمع بأسره وخلقت شعورًا بانعدام الأمان لدى الطلاب. علينا أن نعيد لهم شعور الأمان ونقول بصوت واضح: كفى للعنف.
سنعمل على تعزيز الحراسة في المدارس، مثل تركيب أجهزة كشف المعادن لمنع إدخال الأدوات الحادة. وفي الوقت ذاته، من المهم الاستثمار في التربية على القيم في محادثات عن التسامح، واحترام الآخر، وحلّ النزاعات بطرق سلمية.
نحن لا نكتفي بالحزن على الفقدان، بل ملتزمون بمنع الحالة القادمة. الحياة ثمينة، ويجب أن نربّي على الحفاظ عليها. لقد عُقدت لقاءات بالفعل مع وزارة التربية والتعليم ونُظّمت فعاليات مع الطلاب حول التسامح وقيمة الحياة."

وقال سليمان العمور، المدير العام الشريك في أجيك:

"العنف بين الشباب والمراهقين ليس قَدَرًا محتومًا، بل نتيجة لإهمالٍ متواصل. عندما يُقتل طلاب قرب مدارسهم أو في طريقهم إلى العمل، لا يجوز التعامل مع ذلك كحادثة عابرة. على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها وتخلق الأمل من خلال استثمارٍ حقيقيٍّ في الشباب. هذه ليست مشكلة المجتمع العربي وحده إنها مشكلة مجتمعنا الإسرائيلي بأكمله."

وأضاف إيلان عمّيت، المدير العام الشريك في أجيك – معهد النقب:
"الرسالة التي سُمعت من الميدان اليوم واضحة: الشباب يريدون أمانًا، واستقرارًا، ومستقبلًا. مسؤولية الدولة هي بناء بنى تحتية اجتماعية وتربوية تمنحهم أفقًا وأملًا حقيقيّين."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]