في بلدة عرعرة يسود الحزن العميق بعد مقتل الشاب مهدي سلامة (22 عامًا) برصاص الشرطة الإسرائيلية. في منزله، جلس والده مهند سلامة، وقد بدت على ملامحه صدمة الفقد وغضب لا يهدأ. تحدّث بصوت مثقل بالوجع قائلاً إنّ ابنه كان معروفًا بأخلاقه العالية وهدوئه، ولم تكن له أي علاقة بالعنف أو المشكلات، "كان إنسانًا خلوقًا، هادئًا، لا يعتدي على أحد. كل الحي يشهد له بذلك. كان يعمل معي منذ الصباح الباكر، يعود إلى المنزل، ينام، ولا يخرج كثيرًا".
روى الأب تفاصيل اليوم الذي فقد فيه ابنه: "صلينا صلاة الظهر وعدنا إلى البيت، تناولنا الطعام، ثم عملنا قليلًا في طلاء المنزل. قال لي مهدي: ‘يا أبي، أريد أن أخرج قليلًا’. خرج، وبعد نحو ساعة وصلنا الخبر: مهدي قُتل". وأضاف بصوت مرتجف: "كان يقود التراكتور، فهو يحب قيادة التراكتورات منذ صغره. يخرج كل يوم جمعة أو سبت ليلف قليلاً، يحب الآلات ولا يؤذي أحدًا. لا أعرف لماذا أطلقوا النار عليه. الشرطي أطلق النار عليه دون أي سبب. لم يهدد أحدًا، ولم يقم بأي سلوك عدواني".
معروفًا بهدوئه
وانتقد سلامة بشدة بيان الشرطة الذي زعم أن الحادثة وقعت في إطار مكافحة الجريمة، قائلاً: "حرام عليهم. مهدي لم يعرف العنف في حياته. من أول يوم في المدرسة حتى اليوم كان معروفًا بهدوئه، لا يحب الأذى ولا يحتك بأحد. كيف يتجرؤون على القول إنه مرتبط بالعنف؟ هذا ظلم كبير. يريدون تبرير ما لا يمكن تبريره".
وأكد الأب أن ابنه لم يكن هدفًا مشروعًا لأي عمل شرطي، وأن ما جرى هو "قتل متعمد بلا مبرر". وأضاف: "الشرطة تعرف كل شيء، تعرف كل بيت وكل شخص في البلدة، وتعرف من هو الصالح ومن هو غير ذلك. هم يعرفون أن مهدي شاب صالح، فلماذا أطلقوا النار عليه؟ لماذا يحاولون تغطية جريمتهم؟".
وأشار سلامة إلى وجود كاميرات في المنطقة التي وقعت فيها الجريمة، وقال إنه يأمل أن تكون اللقطات قد وثقت ما حدث بالفعل. وأوضح أنّ العائلة بدأت باتخاذ إجراءات قانونية، "الملف الآن بيد محامٍ، وسنقدّم كل ما يلزم. هناك نواب في الكنيست وأشخاص يدعموننا، وسنعمل على أن تصل القضية إلى القضاء".
الشرطة اصبحت سببًا لقتل الأبرياء
وختم الأب حديثه بدعوة مؤلمة إلى المجتمع قائلًا: "نحن نسمع كل يوم عن ضحايا جدد. هذا العنف حرام، والشرطة قادرة على منعه لو أرادت. لكن بدلاً من أن تحمينا، أصبحت سببًا في قتل الأبرياء. ابني لم يكن عنيفًا ولا متورطًا في أي شيء. نريد حقّه، ونطالب بعقاب شديد لمن أطلق النار عليه. أمه تريد أن تعرف من قتله، وتريد العدالة".
في كلماته امتزج الحزن بالكرامة، والغضب باليقين بأن مهدي لم يكن سوى شاب هادئ قُتل ظلمًا، بينما تحاول الشرطة التهرب من مسؤوليتها.
[email protected]
أضف تعليق