عُقد عصر اليوم في كفرقاسم مؤتمرٌ صحفيٌّ استثنائي، دعا إليه ثلاثة من مرشّحي رئاسة لجنة المتابعة العليا، في ظلّ تطوّرات متسارعة واتهامات خطيرة بوجود تلاعبات انتخابية “تمسّ نزاهة العملية من أساسها”، على حدّ وصفهم.
واتفق المرشّحون الثلاثة—علي خضر زيدان، سائد عيسى، وعطا أبو مديغم—على موقف موحّد، مؤكدين أنهم لن يشاركوا في الانتخابات إذا بقيت تُدار “بهذا المسار المضطرب”، محذّرين من تداعيات تضرب شرعية لجنة المتابعة وثقة الجمهور فيها.
علي خضر زيدان: لن نشارك في هذه المهزلة… وهذه قواعد مزعزعة ومزوّرة عمليًا
قال علي خضر زيدان، رئيس مجلس كفر مندا، خلال المؤتمر:
“نطالب رؤساء السلطات المحلية بعدم المشاركة في التصويت إذا لم يكن هناك تجاوب فوري لترتيب الأوراق الانتخابية قبل البدء، أو إذا لم يتم تأجيل الانتخابات.”
وأضاف:
“انسحابنا سيكون حتميًا إذا لم يُعالج الغُبن ولم تُعدّل مواد الدستور بشكل قانوني وديمقراطي يضمن انتخابات نزيهة وعصرية.”
وهاجم زيدان ما وصفه بـ”الفوضى التقنية المقصودة”، قائلاً:
“طلبنا قوائم الناخبين، فوصلتنا قائمة غريبة تضم أسماء ثنائية لـ73 مندوبًا لكل الأحزاب، دون أرقام هواتف أو وسيلة تواصل واحدة. كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع؟”
وتابع:
“هذه قواعد مزعزعة مسبقًا، ومزوّرة عمليًا. لن نشارك في هذه المهزلة. أدعو كل إنسان يحترم نفسه إلى عدم المشاركة.”
وشدد زيدان على أن التأجيل ليس سابقة، لافتًا إلى أن الانتخابات أُجّلت ثلاث مرات سابقًا إلى أن تم التوصل لصيغة توافقية:
“وما زالت إمكانية التأجيل قائمة لضمان انتخابات ديمقراطية ومهنية.”
⸻
سائد عيسى: لجنة المتابعة هي بيتنا… ولن نسمح بانتخابات مفبركة تهزّ ثقة الجمهور
قال المرشح سائد عيسى:
“خضنا هذه الانتخابات لأن لجنة المتابعة هي البيت الجامع لكل أبناء مجتمعنا. قد نختلف سياسيًا وحزبيًا، لكن المتابعة يجب أن تبقى سقفًا موحِّدًا للجميع.”
وأضاف:
“حتى لو كانت لجنة المتابعة في حالة موت سريري، سنحمي هذا البيت، وسنرفع اليوم صوتًا موحّدًا نابعًا من مسؤولية.”
اتهامات بتجاوزات دستورية “تهزّ النزاهة”
وكشف عيسى عن مراسلات عديدة مع إدارة المتابعة منذ تشرين الأول 2025 بشأن تجاوزات خطيرة، قائلًا:
“القانون ينصّ على 3 مندوبين لكل حزب، لكن ما جرى هو منح 6 للتجمع، و6 للحركة الإسلامية الشمالية، وتمثيل إضافي للنائب أحمد الطيبي. هذا تلاعب واضح لصالح أحزاب معيّنة.”
وأشار إلى “صفقة سياسية”—بحسب ادعائه—بين التجمع والجبهة من جهة، والحركة الإسلامية الشمالية من جهة أخرى:
“هذا يعني إعدادًا مسبقًا لانتخابات مفبركة.”
وختم بالقول:
“هذه الممارسات تزعزع ثقة الجمهور وتضرب شرعية لجنة المتابعة. نحن نطالب بانتخابات نزيهة، حضارية، تمثّل طموح شعبنا—not انتخابات مفبركة لن نكون جزءًا منها.”
⸻
عطا أبو مديغم: لجنة المتابعة تحوّلت إلى لجنة مطاردة… وأقترح رئاسة توافقية أو بالتناوب
بدوره، قال المرشح عطا أبو مديغم إن لجنة المتابعة ابتعدت عن دورها الوطني:
“اللجنة باتت تابعة لأفراد وأحزاب، وليست لجنة تمثل أقلية قومية لها قضايا وجودية.”
“النقب مستهدف… وحصلت على تفويض من رؤساء السلطات هناك”
وأضاف:
“آلاف البيوت في النقب مهددة بالهدم. هناك حرب سياسية على أهلنا. حصلت على تفويض من رؤساء السلطات المحلية في النقب، وهذه رسالة بأن النقب يجب أن يكون في مركز اهتمام اللجنة.”
غياب تمثيل القرى غير المعترف بها
وتابع:
“لدينا 40 قرية غير معترف بها. رئيس المجلس الإقليمي لهذه القرى لا يملك حق التصويت في لجنة المتابعة! إذا لم يُمثَّل هذا الإنسان، فما معنى وجود المتابعة؟”
وكشف أنه رفع طلبات رسمية لتعديل هذا الخلل “لكن لم يردّ أحد”.
“لا شرعية للهيمنة… ونقترح رئاسة توافقية”
وأضاف مهاجمًا التحالفات الداخلية:
“لا يمكن أن يتنافس فريق بـ11 وفريق آخر بـ17 مندوبًا ويتم الحديث عن انتخابات نزيهة. ما يجري هو هيمنة واستحواذ سياسي.”
وختم:
“أحيّي الأخ علي زيدان على طرحه لمبادرة توافقية. وأنا أيضًا أقترح رئاسة توافقية، وحتى رئاسة بالتناوب، بدلًا من حالة الشلل التي تعاني منها لجنة المتابعة.”
[email protected]
أضف تعليق