علّق المحامي والباحث في مجال العنف والجريمة، رضا جابر، على تقرير التأمين الوطني الذي كشف أن 58% من الأسر العربية تعاني من انعدام أمن غذائي، وقال لـ"بكرا" إن النتائج "مقلقة للغاية لكنها لا تفاجئ"، لأنها تعكس واقعًا اجتماعيًا يعرفه الخبراء منذ سنوات: كلما تعمّق الفقر، تراجع الأمن الغذائي، وتعاظمت المخاطر الاجتماعية.

وأوضح جابر أن ارتفاع الفقر يؤدي بشكل مباشر إلى تدهور صحة الناس، ما ينعكس على قدرتهم على العمل والاستمرار في سوق العمل، ويدفع بعضهم إلى البحث عن سبل مساعدة خارجية أو حلول آنية قد تنزلق إلى مسارات غير محمودة.

الأخطر على الأطفال والشبيبة 

وأشار إلى أن الأخطر هو تأثير انعدام الأمن الغذائي على الأطفال والشبيبة، باعتبارهم الشريحة الأكثر هشاشة. وقال إن تراجع التغذية السليمة يسبب أضرارًا صحية ونفسية قد تُترجم لاحقًا إلى سلوكيات سلبية، وانخراط في مجموعات هامشية، وارتفاع في احتمالات العنف.

وأضاف جابر أن الضغط الاقتصادي المتصاعد داخل الأسر العربية يخلق بيئة اجتماعية هشّة، حيث تحتدم التوترات داخل البيت، ويزداد الإحباط، ويتراجع الشعور بالأمان، وهي كلها عوامل معروفة عالميًا بأنها تشكّل أرضًا خصبة لارتفاع منسوب الجريمة.

وختم جابر بالقول إن مواجهة انعدام الأمن الغذائي ليست قضية رفاه اجتماعي فقط، بل هي ضرورة لحماية المجتمع من الانزلاق إلى مزيد من التفكك والعنف، مؤكدًا أن الحل يبدأ بـ معالجة الفقر البنيوي وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية في البلدات العربية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]