أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة غضب وانتقادات واسعة، بعد أن شارك مقالا من مجلة "جاكوبين" اليسارية الأمريكية يتهم المجرم الجنسي جيفري إبستين بالتدخل في الانتخابات الإسرائيلية.

ووفق صحيفة "معاريف"، حاول نتنياهو من خلال نشر المقال تعزيز مزاعمه بشأن التدخل الأجنبي في نتائج الانتخابات، إلا أن خطوته ارتدت عليه وألحقت ضررًا بصورته داخليًا، كما أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية.

المجلة نفسها ردّت على منشور نتنياهو بلهجة قاسية، فكتبت: "بينما تتصفح مجلتنا بين تقارير جرائم الحرب، ربما يهمّك أيضًا هذا المقال للكاتب نفسه". وأضاف كاتب المقال ساخرا: "يبدو أن رئيس الوزراء يروّج لعملي، ربما ليبلغ العالم أنه ليس مسيئًا للأطفال، بل فقط قاتل أطفال على نطاق تاريخي".

الهجوم الأشد جاء من معسكر نتنياهو السياسي سابقًا؛ إذ قال رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت إن مشاركة نتنياهو لمقال من مجلة "معادية للسامية ومناهضة لإسرائيل" يمثل "فقدانًا للحس الوطني"، معتبرًا أن نشره يمنح شرعية لمؤسسة إعلامية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية والفصل العنصري. وأضاف: "هذا السلوك يضر بإسرائيل ويمزق المجتمع من الداخل".

أما زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس فقال إن "سعي نتنياهو لتحقيق مكاسب سياسية في معركته الشخصية يضر بدولة إسرائيل"، بينما وصفت ميراف بن آري من حزب "هناك مستقبل" خطوة نتنياهو بأنها "أكبر إخفاق إعلامي منذ تأسيس الدولة".

وانتقدت كارين إلهرار رئيس الوزراء بشدة، معتبرة أنه "يشارك مقالا من صحيفة تآمرية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فقط لتشويه خصمه إيهود باراك"، مضيفة: "لم يلحق أي رئيس وزراء أذى بإسرائيل كما يفعل هو".

كما صرّح عضو الكنيست فلاديمير بيلياك بأن نتنياهو "روّج لمؤامرة معادية للسامية من موقع هامشي"، ما يعكس –برأيه– "حالة الفساد والانهيار في قيادة الدولة".

ويستند مقال "جاكوبين" إلى ملفات جديدة تشير إلى أن جيفري إبستين bragged عن دوره في عودة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك إلى الحياة السياسية عام 2019 لمنافسة نتنياهو، إضافة إلى تقارير سابقة تفيد بعمل إبستين لحساب جهات إسرائيلية. وتعمق هذه المعلومات، وفق الكاتب، الشبهات حول ارتباط إبستين بالمخابرات وتدخله في تشكيل سياسات تتعلق بإسرائيل وخصومها الإقليميين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]