مع اقتراب منخفض جوي جديد، يعيش عشرات الآلاف من النازحين في غزة كابوسًا متكررًا داخل خيام مهترئة نُصبت بين الأنقاض وحقول الطين، وسط مخاوف حقيقية من الغرق مجددًا مع أولى قطرات المطر. خيام لا تقاوم الرياح، وأغطية ممزقة، وأمهات يحاولن سد الثقوب بقطع نايلون، بينما يستيقظ الأطفال على أصوات الرياح التي تكاد تقتلع ما تبقّى من مأواهم.
في مخيم عشوائي وسط مدينة غزة، يقضي سعيد ناجي ساعات النهار في محاولة إغلاق الثقوب في خيمته التي تؤوي 14 فردًا. يقول لوكالة "صفا": "غرقنا في المنخفض السابق ومرض أطفالي. الخيمة لم تعد تصلح للاحتماء حتى لدقائق". ويتساءل: "ألا يكفي أننا فقدنا بيوتنا؟ نحن نحتاج كرفانات تحمينا من البرد والمطر، لا المزيد من الخيام البالية".
ولا يختلف الوضع عند سامح عبد الناصر الذي قضى يومين في ترميم خيمته رغم يقينه أنها لن تصمد أمام الرياح. يقول: "هذا هو العام الثالث الذي نواجه فيه الأمطار تحت الخيام. غرقنا مرارًا، ولم يبق أمامنا أي بديل. بحثت عن مأوى في غزة ولم أجد مكانًا واحدًا متاحًا".
ومع غياب خطة فعلية للإيواء، وتحذيرات الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية، تتصاعد الحاجة إلى تدخل عاجل يضمن مأوى آمن يقي النازحين من برد الشتاء القاتل ويمنع تحول الخيام إلى قبور مغمورة بالمياه.
[email protected]
أضف تعليق