أظهر “مؤشر المجتمع الإسرائيلي” الصادر عن معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI لشهر كانون الأول نتائج تعكس فجوات عميقة في المواقف والتصورات بين العرب واليهود في إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالصهيونية، والعلاقة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، والعيش المشترك في الفضاءات العامة والسكنية.
وبيّن الاستطلاع أن 68% من العرب في إسرائيل يرون الصهيونية حركة عنصرية أو ذات أسس عنصرية، في مقابل 44% من مجمل الإسرائيليين الذين قالوا إن الصهيونية لا تتضمن أي عنصر عنصري. في المقابل، اعتبر نحو 30% من الإسرائيليين أن الصهيونية بحد ذاتها ليست عنصرية، لكن يتم تفسيرها كذلك من قبل البعض.
وعلى مستوى الهوية، عرّف 68% من الإسرائيليين أنفسهم كصهيونيين. الفجوة هنا حادة بين اليهود والعرب، إذ قال نحو 85% من اليهود إنهم صهيونيون، مقابل 4% فقط من العرب. في المقابل، عرّف 39% من العرب أنفسهم بأنهم غير صهيونيين، و15% بأنهم معادون للصهيونية، فيما اختار 39% عدم الانتماء لأي تصنيف.
وفي ما يتعلق بالعلاقة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، أشار 55% من الإسرائيليين إلى وجود ارتباط بين الظاهرتين، حيث قال 23% إن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، و32% إنها غالباً كذلك. بين اليهود، كانت هذه القناعة أقوى، بينما رأى 42% من العرب أن معاداة الصهيونية ومعاداة السامية ظاهرتان منفصلتان.
الحيز المشترك
أما في موضوع الفضاءات المشتركة، فقد أظهر الاستطلاع دعماً واسعاً للدمج في مجالات الصحة والترفيه. أغلبية واضحة من اليهود والعرب أيّدوا الغرف المشتركة في المستشفيات، وفضاءات صناديق المرضى، إضافة إلى الشواطئ والمسابح.
لكن الفجوة الأبرز ظهرت في مسألة الأحياء السكنية. إذ أيد 70% من العرب العيش في أحياء مشتركة، مقابل 33% فقط من اليهود. في المقابل، عارض 31% من اليهود السكن في أحياء مختلطة، فيما فضّل 34% نموذجاً متقلباً بين الفصل والدمج.
وفي ما يخص العنف في المجتمع العربي، انقسمت الآراء بين تحميله أسباباً ثقافية أو اعتباره نتيجة للإهمال والتمييز. ثلث الإسرائيليين نسبوا الظاهرة لعوامل ثقافية، وثلث آخر لسنوات من التمييز. غير أن الفجوة هنا أيضاً كانت واضحة، إذ رأى 50% من العرب أن العنف نتيجة مباشرة للإهمال والتمييز، و31% حمّلوا الشرطة المسؤولية، مقابل أقلية صغيرة رأت أسباباً ثقافية أو ذاتية.
تعكس نتائج المؤشر استمرار التباعد في الرؤى بين المجموعتين، رغم التعايش اليومي في عدد من الفضاءات العامة، وتسلط الضوء على التحديات العميقة التي تواجه فكرة الشراكة والمساواة في المجتمع الإسرائيلي.
[email protected]
أضف تعليق