يُظهر مؤشر الديمقراطية لعام 2025، الصادر عن المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، معطيين لافتين في أوساط المواطنين العرب في إسرائيل: أغلبية واضحة تفضّل عدم التعبير عن مواقفها السياسية علنًا، ومستوى متدنٍ للغاية من الثقة بالديمقراطية الإسرائيلية.

بحسب نتائج المؤشر، أفاد 70% من المواطنين العرب بأنهم يفضّلون الصمت وعدم إبداء رأيهم السياسي بصوت مرتفع أمام غرباء. وتشير المعطيات إلى أن هذه النسبة تندرج ضمن اتجاه تصاعدي مقارنة بسنوات سابقة، وتشكل أعلى من النسبة المسجلة لدى اليهود، حيث قال 53% منهم إنهم يفضلون أيضًا عدم التعبير عن آرائهم السياسية علنًا.

في موازاة ذلك، يكشف المؤشر عن تراجع حاد في تقييم الديمقراطية الإسرائيلية لدى المواطنين العرب. ففي قياس نوفمبر 2025، منح 12% فقط من العرب الديمقراطية الإسرائيلية علامة جيدة أو ممتازة، وهي من أدنى النسب التي سُجلت منذ بدء قياس هذا المؤشر. ويقارن التقرير هذه النتيجة مع معطيات اليهود، حيث يمنح نحو ربعهم فقط الديمقراطية تقييمًا إيجابيًا، مع فروق واضحة بين المعسكرات السياسية.

مؤسسات الدولة والشراكة السياسية 

ويضع التقرير هذين المعطيين ضمن صورة أوسع لحالة الثقة بالمؤسسات. فبين العرب، تتصدر المحكمة العليا قائمة المؤسسات الأكثر ثقة، في حين تسجل مستويات متدنية من الثقة بجهاز الشاباك 26% وبالمستشارة القضائية للحكومة 34%. كما أفاد 52% من العرب في نوفمبر 2025 بأنهم يقيّمون الوضع العام للدولة على أنه سيئ، رغم تحسن مقارنة بمايو من العام نفسه.

وفي ما يتعلق بالانتماء والدولة، يشير المؤشر إلى أن 54% من العرب يشعرون بالانتماء إلى دولة إسرائيل ومشكلاتها، وأن 78% منهم يرون أهمية وجود دستور للدولة. كما يُظهر التقرير دعمًا واسعًا في المجتمع العربي لضم أحزاب عربية إلى الحكومة، بنسبة 77%.

ويخلص مؤشر الديمقراطية 2025 إلى أن الخوف من التعبير السياسي وتراجع الثقة بالديمقراطية يشكلان ظاهرتين مركزيتين في المشهد العام، مع بروز فجوات واضحة بين العرب واليهود، واستمرار الشعور بضعف التمثيل السياسي لدى شرائح واسعة من الجمهور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]