قال عيد شاور، أحد سكان البناية المهدومة في واد حلوة بسلوان جنوب المسجد الاقصى، في حديث مؤثر لموقع بكرا عقب الهدم، إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الشقق في ساعات الفجر، وأخرجت العائلات بالقوة: "دخلوا علينا حوالي الساعة الرابعة فجراً، طلعونا أنا وأولادي بالقوة بدون ما نأخذ ملابسنا ولا أي شيء. كل اللي في البيت ضاع، مصاري وأغراض وأثاث… ما خلّونا نطلع إشي."

وأضاف شاور أن العائلات وقفت عاجزة على الجبل المقابل، تشاهد منازلها تُهدم أمام أعينها: "ضلّينا واقفين نتفرج عبيوتنا وهي بتنهد قدامنا. ما في شعور أصعب من هيك… عمرك كله بروح بلحظات."

وأشار إلى أن مجموعات من المستوطنين كانت حاضرة خلال عملية الهدم، وقامت بالاعتداء على ممتلكات السكان: "المستوطنين رموا أغراضنا برا، وسرقوا إشياء من البيت. حطّوا الأواعي عالجبال… مأساة حقيقية".

أطفال مصدومون بلا مدارس ولا مأوى

وتحدث شاور عن الأثر النفسي العميق على أطفاله الخمسة، الذين باتوا بلا مأوى وبلا مستلزمات مدرسية: "أولادي لليوم مصدومين وخايفين. الجيش كسر الأبواب، دخلوا علينا وأنا نايم، لقيت الجندي فوق راسي بغرفة النوم. البنات ما راحوا عالمدرسة، ما في شنط ولا مراييل ولا إشي."

وأكد أنه لا يعرف حتى الآن أين ستسكن عائلته: "ولا محل. مش عارف وين نروح. أنا عندي خمس أولاد، أنا ومرتي، وين نقعد؟".

غياب أي استجابة أو إغاثة

وأشار شاور إلى غياب أي تدخل فوري من المؤسسات أو الجهات الرسمية بعد الهدم: "ولا مؤسسة أجت، ولا حدا سأل فينا. إحنا اليوم بلا عفش، بلا بيت، ولو بدي أستأجر دار، من وين أجيب غرفة نوم أو ثلاجة أو غسالة؟".

وختم شاور شهادته بالقول: "هذا تعب عمر كامل. اشتغلت سنين طويلة عشان أبني هذا البيت، وبالنهاية كله راح بلحظة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]