كشفت مراسلات جديدة، نُشرت اليوم الخميس، عن تفاصيل إضافية في العلاقة بين المتحدث العسكري باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيلي فلدشتاين، والمستشار المقرب يسرائيل (شُروليك) أينهورن، وتُظهر تنسيقًا إعلاميًا مباشرًا لاستهداف مصر وترويج خطاب مؤيد لقطر داخل وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ووفق ما كشفه المحلل للشؤون القانونية أفيشاي غرينتسايغ، فإن فلدشتاين أرسل إلى أينهورن رسالة عقب نشر مقال مهاجم لمصر على موقع “واللا”، كتب فيها: “نجحنا بالنشر… على حساب مصر. احرقهم. بحذر”. وردّ أينهورن: “بالتأكيد”.
وبحسب التحقيق، فإن التواصل المباشر بين الطرفين بدأ في نيسان/أبريل 2024، حيث عملا على تمرير رسائل إعلامية داعمة لقطر، بمساعدة يوناتان أوريخ، الذي تولّى الربط بينهما ونقل أرقام الاتصال. ويُظهر تسلسل المراسلات أن العلاقة لم تكن عابرة، بل قائمة على تنسيق منهجي ورسائل معدّة مسبقًا.
وخلال هذه الفترة، كان فلدشتاين يزوّد أينهورن بتقارير وتصريحات صحفية من وسائل إعلام إسرائيلية، تتضمن رسائل مركزية مفادها أن قطر هي “الوسيط الوحيد القادر على إنجاز صفقة”، مقابل تصوير مصر كطرف غير موثوق. وفي أحد الأمثلة، أرسل فلدشتاين تقريرًا لمراسل “كان 11” يشير إلى “قلق إسرائيلي من انتقال قيادة حماس من قطر إلى تركيا”، مرفقًا بتعليق يعزز الرواية القطرية.
كما نُقلت رسائل أخرى عن محللين وصحفيين إسرائيليين، صيغت أو عُدّلت لاحقًا لتخدم هذا الخطاب، فيما وصف فلدشتاين أحد هذه الإنجازات الإعلامية بعبارة “تزوجنا”، في إشارة إلى نجاح تمرير الرسالة.
وفي 8 أيار/مايو، صاغ أينهورن رسالة منسوبة إلى “جهات أميركية رفيعة”، تشيد بدور قطر وتنتقد الهجمات السياسية الإسرائيلية عليها، معتبرة أن هذه الهجمات تضر بجهود التفاوض. وقد أُرسلت هذه الرسالة إلى فلدشتاين، الذي أعاد تمريرها إلى وسائل إعلام إسرائيلية، مع إشارات متبادلة إلى “نجاح المهمة”.
وتكررت العملية في 17 أيار/مايو، عندما صاغ أينهورن رسالة إضافية منسوبة إلى مصادر أميركية، تزعم أن واشنطن طلبت من قطر قيادة “اليوم التالي” في غزة، وتدعو الوزراء الإسرائيليين إلى وقف مهاجمة الدوحة والتعاون معها.
وبحسب التحقيق، وصلت هذه الرسائل إلى نشرات إخبارية مركزية، من بينها قناة 14، حيث طُلب من أينهورن “تدقيق” النصوص قبل بثها، فيما أبدى فلدشتاين حماسة واضحة لتمريرها في النشرات الرئيسية.
وفي 22 أيار/مايو، تلقى فلدشتاين توجيهات من جهات ضغط أميركية ورجال أعمال، تطالب بتكثيف المقالات التي تصف مصر كوسيط فاشل ومنحاز لحماس بدوافع اقتصادية، مقابل تقديم قطر كوسيط “موثوق وصادق” يجب أن يكون شريكًا في المرحلة المقبلة. وقد نُقلت هذه الرسائل بدورها إلى أينهورن، ضمن السياق نفسه من التنسيق الإعلامي.
وتكشف هذه المراسلات، بحسب التحقيق، عن منظومة عمل منظمة هدفت إلى التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، عبر رسائل إعلامية موجّهة، تستهدف أطرافًا إقليمية وتعيد رسم أدوار الوسطاء بما يخدم أجندة سياسية محددة.
[email protected]
أضف تعليق