أم عارف نصار، من حطين سابقا، عرابة اليوم، وهي أحدى المهجرات من حطين في يوم النكبة، وعمرها تجاوز ال 73 سنة، والحنين الى حطين، وحقول حطين، والولع للعودة الى البيت والارض ما زال حارقا.

أم عارف تروي لنا قصة نكبة حطين وقصتها هي شخصياـ فتقول انها تذكر جيدا ايام الثورات التي قام بها الفلسطينيون ضد الانجليز ومن ثم العصابات الصهيونية وتذكر ايضا المقاومة ضد المغتصبين لأرضنا، ولكن تذكر ذلك اليوم جيدا، يوم الخروج من الارض والبيت وحطين، فتقول: " يومها كنا نخبز، نعجن العجين، انا وأختي وعندما هممنا لتزبيل الطابون سمعنا صوت المعارك الضارية بين البواسل واليهود، وبدأ العراك يتصاعد ويقترب الى بيوت حطين، اختي حملت الوعاء الممتلئ بالعجين وإذا برصاصة تخترق الوعاء وتستقر في العجين. فورا حملنا العجين على رؤوسنا وخرجنا من حطين حتى انتهاء المعارك وهناك نمنا في مغارة دون أكل وبقينا نبحث عن عود ثقاب لإيقاد نار وخبز العجين حتى جاء احد الفلسطينيين من القرى المجاورة واهدانا الثقاب فأوقدنا وخبزنا".

وتحكي قصة تشتتها في عدة قرى يومها فتقول انها مرت في وادي سلامة ولوبية وعيلبون والمغار أملا بالرجوع الى حطين. وكانت المعاناة من إرهاب وجوع وقهر، فساروا في ركب التهجير ممنوعين من العودة او المشي الى الوراء – فقط الى الامام، وذات مرة وصلت سيارة محملة بالمؤن والغذاء فرموا في حضنها قليلا من الفتات وبعد أكلها وإذ بموجة أرهاب وهجوم عنيف على القرى المجاورة لتهجير أهلها.

وتقول انها بقيت في عيلبون ومن ثم حاولوا العودة الى حطين وفعلا ساروا للعودة الى حطين وعندما وصلوا الى حطين منعوهم من الدخول ومن ثم عادوا مرة اخرى عيلبون لتبقى هناك لمدة ثلاث سنوات، وهناك استقرت هي وأخوتها وكانت تعود الى حطين للفلاحة تحت رحمة اليهودي يومها، وتقول كان اسمه موشي، وكانت تفلح الاراضي التابعة لليهودي الذي استولى على أراضي حطين وعملت كفلاحة معه.

وتتابع قصتها لتقول أن رحلتها بعد عيلبون كانت في عرابة حيث اتت والعائلة الى عرابة لتسكن بالخيام، لتتنقل بين اراضي عرابة حتى توفيت امها عام 1951 في عرابة، وتقول انها والعائلة استقروا في عرابة وبنوا بيتا واشتروا ارضا فيها.

وتقول انها منذ الهجرة وحتى الان لم ولن تنسى حطين، ما زالت تذكر بيتها وأرضها، تذكر كل شبر لمن كان من المهجرين الاصحاب الاصليين لهذه الاراضي، فتقول انها تزور حطين كل فترة، ان كان في يوم النكبة والتهجير وان كان بهدف البقل وخيرات ارضها ،وتضيف انها في كل مشوار الى خارج القرية تحن للذهاب الى حطين وتؤكد انها لن تنسى حطين، وانها تزرع هذا الحب، والولع للعودة الى ارض حطين من الولد الى ولد الولد.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]