ما الذي جعل المحكمة تصدر حكماً بتبرئة سائق دهس بسيارته سيدة ، حتى الموت . والجواب هو ان السبب عائد الى اخفاقات وقصورات وتنقاضات في تحقيق الشرطة في هذه القضية .

وفي تفصيلات هذا الملف : ان تحقيقات خبراء السير في اللواء الشمالي للشرطة ، تظهر انه قبل حوالي عام ونصف ، قاد السائق المتهم (24 عاماً) سيارته بسرعة فائقة على الشارع الرئيسي في قرية الزرازير (جنوب غرب الناصرة) فانحرف بها الى المسار المعاكس ، وكان أن صدم سيدة تدعى – حسبما نشر في "يديعوت احرونوت" – عايدة جواميس (32 عاماً) حين كانت تعبر الشارع بصبحة صديقتها .

وفي المحكمة انكر المتهم بنود الاتهام ، بما فيها التسبب بالموت الناجم عن اهمال ، وقيادة السيارة بشكل متهور وبسرعة فائقة .

خطأ بالقياسات

وتمحورت مهمة القاضي جورج أزولاي (الذي كان رئيساً لمحاكم الصلح في لواء الشمال) في البتّ فيما اذا كان الحادث غير قابل للمنع (كما يدعي الدفاع) أم انه كان بالامكان منع وقوعه (كما تدعي النيابة) . ورأى القاضي ان افادة كبير خبراء السير في شرطة الشمال ، الضابط عران باردو ، غير واقعية وتتناقض مع الصور التي التقطت في مكان الحادث قبل وصوله إليه . كما أشار القاضي الى قصورات وأخطاء جوهرية في هذا الاطار ، والى ان خبير السير قد أخطأ في القياسات ، والى ان افادات افراد الشرطة "تتناقض مع ما ورد في لائحة الإتهام"!

أسرة الفقيدة – غاضبة على الحكم !

وخلُص القاضي أزولاي الى القول ان التحقيقات التي جرت حول الحادث لم تكن واقعية وموضوعية ومناسبة ، وانه وقعت فيها اخفاقات وقصورات وأخطاء ، ولم يقم الادعاء بواجبه ومسؤولياته كما يجب "ولذا فانني أحكم بتبرئة المتهم ، بدافع الشك في مصداقية التحقيق"- كما قال .

وأثار هذا الحكم – كما ورد في "يديعوت احرونوت" غضب أسرة الفقيدة ، حيث قال شقيقها "وحيد" انه يشعر بغياب العدالة وضياعها ، وانه كان يتوقع من المحكمة اصدار حكم بالسجن الفعلي لمدة سنة – سنتين للمتهم ، على الأقل "لكنه خرج بريئاً حتى دون ان يحكم عليه بالعمل للصالح العام ودون ان تسحب رخصته" – كما قال .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]