أثارت رسالة رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، التي وجهها ليلة أمس للمواطنين العرب في اسرائيل ردود فعل عديدة، معظمها كانت ناقدة لأقوال نتنياهو.

وكان قد وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي رسالة إلى المواطنين العرب في إسرائيل، دعاهم فيها إلى دور أكبر، لافتا إلى أنهم حققوا إنجازات رائعة.

وفي رسالة له بـ"اللغة الانجليزية"، أتبعها لاحقا بأخرى باللغة العبرية، قال نتنياهو إنه يتطلع إلى يوم "يكبُر فيه الأطفال العرب بأمان وهم يدركون أنه باستطاعتهم تحقيق أهدافهم كمواطنين يتمتعون بحقوق متساوية في الديمقراطية والاقتصاد والمجتمع في إسرائيل".

وفي اعتذار غير واضح، قال نتنياهو إن ما قاله سابقا عن أن "العرب يهرولون بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع" مسّ مشاعر الكثيرين، وإنه يتفهم ذلك.

وطالب نتنياهو العرب واليهود في إسرائيل بالعمل معا من أجل مستقبل الجميع، قائلا: "إن بلادنا أصغر وأغلى من أن نملأها بالكراهية".

محمد دراوشة: وراء الأكِمّٓةِ ما وراءها!

وفي تعقيب له على الخطاب، قال محمد دراوشة- مدير قسم المساواة والعيش المشترك في جفعات حبيبة: نحن ابناء الشعب الفلسطيني لا نصدق كلام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكان من الافضل ان يستبدله في الحديث شخصية اخرى، وربما حتى ينجح باعادة القليل من الثقة مع المجتمع العربي يتوجب كان عليه ان يُقيل بعض الوزراء العنصريين من حكومته، وكان عليه ان يعترف بنا كأقلية وطنية لها حقوق جماعية وعدم التعامل معنا بشكل انفرادي. يتوجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ان يعترف بمنتخبي جماهيرنا العربية، حيث رغم مساوئهم الى انهم يمثلون المجتمع العربي، ويجب التوقف عن التحريض ضدهم، والتعامل معهم باحترام وتقدير.

واضاف دراوشة: المجتمع العربي لا يشتري اقوال انما يريد افعال، نريد جامعة عربية، اعادة الاراضي التي تم مصادرتها، توسيع مناطق النفوذ في البلدات العربية، الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية، تعيين نائب رئيس حكومة عربي بشكل ثابت، وان تكون الدولة لجميع المواطنين وليس فقط لليهود، نحن نطالب بالامن والامان لكل مواطن، نريد شرطة تقدم خدمات، تساعد الكبار في السن ولطلاب المدارس وليس شرطة من اجل هدم البيوت، نحن بغنى عن نصائح نتنياهو بالتعلم وبالعمل، نحن نفعل ذلك وسوف نستمر بالتعليم والعمل، رغم التمييز الواضح، يتوجب على نتنياهو ان يهتم بخلق اماكن عمل للعرب، مناطق صناعية، حضانات، مصانع خرائط بناء تعزز اقتصاد المجتمع العربي .

وطالب دراوشة من رئيس الحكومة: بان يكون التعليم على اسس ديمقراطية ومساواة تامة بين جميع المواطنين ومحاربة العنصرية، وان يعمل على حل مشاكل الميزانيات للمدارس الحكومية والخاصة في المجتمع العربي، والعمل لمنح المجتمع العربي استقلالية في التربية والتعليم والديانات، حتى تخدم ممتلكات الوقف الاسلامي المسلمين، وان لا يكون ذلك بصلاحية دائرة اراضي اسرائيل.

واختتم دراوشة حديثه موجهًا رسالة لنتنياهو: خطابك يخيفنا، لاننا لا نعرف ماهو هدف هذا الخطاب الان؟ ولماذا في هذا الوقت؟ ربما لانك تخطط لامر سيء وحسب اعتقادي ربما هذا سيكون الاستمرار بهدم البيوت.

رضا جابر: فالآن هو التوقيت لتضع قياداتنا أمام رئيس الحكومة مطالبنا القومية والمدنية

بدوره اقترح المحامي رضا جابر لـ "بكرا" استغلال الخطاب وقال: استغلال الموقف ورد فعل مغاير لما يتوقعه نتنياهو بصورة مبتكرة هو المطلوب برأيي. فالآن هو التوقيت لتضع قياداتنا أمام رئيس الحكومة مطالبنا القومية والمدنية كرد ايجابي لخطابه المسجل. لا يمكن البقاء برد الفعل اللفظي المؤكد عدم الثقة به وبنواياه وانما يجب ان ان نبادر اما لنكشف عن نواياه الحقيقية والمبيته واما الاستفادة من اللحظة لاختراق الحلقة المفرغة بعلاقتنا مع الدوله. اقترح وضع هذه المطالب بوثيقة يوقع عليها المواطنين العرب كعريضة المليون توقيع لتحدث مفعولها الكبير.

وأضاف جابر: يجب ان نضع أمام الرأي العام العالمي والمحلي صورة مغايرة واكثر ذكية من الردود العادية حتى الان والا فسنخسر في هذين الساحتين وسيظهر هو بمظهر الديمقراطي التقدمي ونحن بمظهر الرافض المتعنت!!

غيداء ريناوي: نتنياهو يبطن لغة التهديد بعموميات الكلام

بدورها  قالت غيداء ريناوي مديرة مركز "انجاز" معقبة لـ "بكرا": رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى للحصول على ريتينج (רייטינג) عال في صفوف المجتمع الدولي حين يتحدث الى الجمهور العربي في الدولة ويبطن لغة التهديد بعموميات الكلام. برأيي اهم فقرة في خطابه تمحورت حول ما اسماه بفرض القانون والنظام تلميحا منه لشدة في ردود فعل عناصر الشرطة نحو المواطن العربي. بدلا من ذلك عليه فعلا مخاطبة المواطن اليهودي وحثه على تقبل العربي والوقف من خطاب العنصري. 

نضال عثمان: قوة المنتخبين مستمدة من الشارع العربي

اما المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية فقال بدوره: رئيس الحكومة نتنياهو لم يبق لنا اي امكانية لتصديق اي تصريح او عمل ايجابي تجاه الجماهير العربية والمواطنين العرب في البلاد. للأسف تصريحاته ومنذ الانتخابات الأخيرة شرعنت وغذّت العديد من مظاهر العنصرية ومنحت الضوء الأكثر لعددٍ من الأشخاص، سواءً من السياسيين أو العاملين في المؤسسات الرسمية أو حتى في المرافق التجارية آخرها كان إعلان لشركة للألبسة الرياضية التي نشرت على صفحتها على الفيسبوك أنها ترفض البيع للعرب قامت بإزالة الإعلان لاحقًا، الأمر الذي جعل من العنصرية وكأنها أمر طبيعيّ.

واضاف عثمان: مع ذلك، نحن على قناعة وإن كانت التصريحات حق يراد به باطل إلا أنها قادرة على التأثير إيجابيًا على الجو العام بين الجمهور ولكن دون التأثير على الممارسات العنصرية ذاتها من قبل المؤسسات الرسمية.

وقال عثمان: إلى ذلك، محاولة نتنياهو الانتقاص من شرعية الممثلين المنتخبين للجماهير العربية هي ضمن محاولاته المستمرة لنزع الشرعية عنهم. من نافل القول أن قوة المنتخبين مستمدة من الشارع العربي وليس من نتنياهو وكان من الأفضل لنتنياهو أن يعامل المنتخبين وفق شرعيتهم في الشارع.

امجد شبيطة: مواطنو اسرائيل العرب، نتنياهو يدعوكم للاندماج – والانخراس 

مختتمًا قال الناشط السياسي امجد شبيطة من "سيكوي" لـ "بكرا": شاهدنا هذا الصباح شريط الفيديو الذي وجهته إلى المواطنين العرب. لقد دعوتهم إلى الاندماج بالاقتصاد الاسرائيلي وعلى الهامش امتدحت نفسك كداعم كبير لهذا الدمج. لا شك لدينا- من الحيوي أن يأخذ المواطنون العرب دورا كاملا ومتساويا في كالة المجالات، وأن يحظوا بتعامل متساوٍ. لكن-آن الأوان أن تدرك يا رئيس الحكومة. لا يمكن التفاخر بالمواطنين العرب، فقط كعمال ومستهلكين ومبادرين وعلماء وفي نفس الوقت التحريض ضدهم عند مشاركتهم بالانتخابات، التهديد بطرد ممثليهم عندما يرفعون صوتهم، وملاحقة مسرحييهم وشعرائهم وشطب حقهم باستذكار تاريخهم وروايتهم حول النكبة، من خلال قوانين مناهضة للديمقراطية.

وأضاف: آن الأوان أن تقرر، إما أن يكونوا مواطنين متساوي الحقوق وإما ألا يكونوا. الخطة لتقليص التمييز المتواصل منذ عشرات السنوات في مجال الميزانيات والتي تمت المصادقة عليها قبل نصف عام في الحكومة ووصلت مؤخرا لمرحلة التنفيذ، هي انجاز هام لعمل المجتمع العربي وقيادته، لمؤسسات المجتمع المدني وكل الداعمين للمساواة. هي خطوة هامة بالاتجاه الصحيح. ولكن وبعكس ما تم بثه من خلال تسجيلك، فإن الحد من التمييز هو حق أساس للمواطنين العرب- وليس "منّة" من الحكومة.

وأضاف: أكثر من أي شيء آخر، فإن ايقاف التمييز والدمج الاجتماعي هو مصلحة لنا جميعا. وهو يبدأ من الاعتراف بالحقوق المتساوية لنا جميعا. آن الأوان أن تدرك أنت ووزراؤك ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]