غصت قاعة منتزه الجليل في عبلين  بمئات من رجال الدين من مختلف الطوائف، الذين لبوا دعوة اتحاد المياه والصرف الصحي، منطقة شفاعمرو للمشاركة في أعمال مؤتمر "مكانة المياه في الأديان". وكان من بين الحضور سماحة القاضي د. احمد ناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا، وفضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ورئيس المجلس الديني الدرزي الاعلى، وسيادة المطران د. الياس شقور راعي ابرشية عكا, حيفا والناصرة وسائر الجليل، وحضرة الراب يوسف يشار الراب الرئيسي لمدينة عكا. وحضر أعمال المؤتمر أيضًا السيد الكس كوشنير مدير عام سلطة المياه، والسيد يسرائيل عيناف مسؤول الاتحادات في سلطة المياه، والسيد ناهض خازم رئيس المجلس العام لاتحاد المياه, ورئيس بلدية شفاعمرو، والسيد يعقوب سلامه مدير قسم الطوائف في وزارة الداخلية.
افتتح المؤتمر الدكتور احمد مطلق حجازي، المدير العام لاتحاد المياه والصرف الصحي، منطقة شفاعمرو، بكلمة شاملة موجزة عن أهمية المياه في الأديان المختلفة وقال في كلامه " لقد كرمت الأديان المياه وأنزلتها منزلًا حسنًا ... ومن هنا واجبنا جميعًا أن نحافظ عليها". ثم تطرق المدير العام الى مشاريع وانجازات الاتحاد التي بلغت ميزانياتها عشرات الملايين من الشواقل، وذكر جهود الاتحاد في توفير خدمة نوعية للمواطنين وفي ترشيد استهلاك المياه – ايضا من خلال المشاريع التربوية- الاجتماعية في المدارس والمؤسسات - وتوفيرها ومحاربة الخَسَس. وفي نهاية كلمته شكر الدكتور حجازي رؤساء السلطات المحلية الشريكة لدعمهم الاتحاد وثمن التعاون القائم بين الاتحاد والسلطات المحلية، ثم قدم الشكر الى سلطة المياه والمسؤولين عنه لتوفيرهم الميزانيات ولمرافقتهم الاتحاد في سنوات تأسيسه، ثم التفت المدير العام الى شكر طاقم الاتحاد والذين لولاهم لما وصل الاتحاد الى مثل هذه الانجازات.
ثم تحدث ناهض خازم –رئيس المؤتمر العام لاتحاد المياه, ورئيس بلدية شفاعمرو في كلمته عن التعاون بين الاتحاد والسلطات المحلية وعن الدعم الذي يوفره الرؤساء للاتحاد وقال: " نشكر الاتحاد على ما قدمه ويقدمه من مشاريع تطويرية، وأدعو سلطة المياه الى استمرار دعمه وتزويده بالميزانيات. دعمنا الاتحاد ونحن شركاء به". وقدم الكس كوشنير، مدير عام سلطة المياه تحيته لرجال الدين ولأبناء الشبيبة المتواجدين في المؤتمر واستعرض قضية النقص في المياه واقامة منظومة محطات تحلية مياه البحر والتي تزود البلاد بـ 300 مليون كوب والخطط المستقبلية لزيادتها بحيث تصبح قدرتها في نهاية 2014 600 مليون كوب من المياه المحلاة. وفي نهاية حديثة اشاد كوشنير بالاتحاد بقوله: " اريد أن اثني على تطور البينة التحتية لاتحاد شفاعمرو، والموجود اليوم في اندفاعته كبيرة وكما قال د. حجازي فكل تطور يحرر الخرائط وتراخيص البناء".
أما يسرائيل عيناف، مسؤول الاتحادات في سلطة المياه اتحاد منطقة شفاعمرو فقال اثناء كلمته: " اطلب من رجال الدين مساعدتنا ومساعدة الاتحاد وإيصال الرسالة للجمهور: يجب تسديد اثمان المياه التي نستهلكها، كما ندفع للتلفون وللكهرباء. انا ابدي اعجابي بالمشاريع التي نفذها الاتحاد والتي تم استعراضها هنا. اشكركم على الدعوة وانا سعيد لمقابلتكم وادعو الله ان تستمر المشاريع". وكانت كلمة السيد السيد يعقوب سلامه، مدير قسم الطوائف في وزارة الداخلية خاتمة فقرة الكلمات الترحيبية، وذكر فيها الاستجابة لدعوة ومبادرة الاتحاد الى عقد هذا المؤتمر وتحدث ايضا عن اهمية المؤتمر وعلاقة المياه في الاديان.
الجلسة الاولى بعنوان "قيمة الماء في الاديان"
سماحة القاضي أحمد ناطور: دعوني أشكر الاتحاد ومديره د. أحمد حجازي وموظفيه المخلصين

افتتح سماحة القاضي د. احمد ناطور، رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا الجلسة الاولى بمحاضرة تحدثت عن ثقافة النظافة والطهارة التي هي من اسس الاسلام. فلا تجوز الصلاة من غير طهارة والطهارة من الماء، وقال في مجمل حديثه: " ان الماء اساس الحضارات ... وعندما ينقطع الماء نتوجه الى الله بصلاة الاستسقاء ردًا للمظالم واجتنابا لما حرمه الله". ثم تلتها كلمة سماحة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ورئيس المجلس الديني الدرزي الاعلى الذي قال في محاضرته: " الماء نعمة ربانية يجب ان نتعامل معها بشكل حسن وألا نفرط بها. يجب ان نتصرف بما وهبنا اياه الله بحكمة ودراية، وقد ورد في كتابه تعالى ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)) وقال الرسول الكريم ((لا تسرف بالماء ولو كنت على نهر جار)) وأضاف انه من حق المؤسسات أن تطالبنا بالتوفي والتقنين، اجتنابا للإسراف في الماء ولتلوث البيئة".
ثم تحدث سيادة المطران د.الياس شقور، راعي ابرشية عكا, حيفا والناصرة وسائر الجليل فقال انه من الصعب التركز والحديث عن المياه في الدين: " هل اتحادث عن ولادة المسيح؟ أم عما جاء في العهد القديم (( وكان روح الله يرفرف على المياه))، وبعد هذا نجد ان في المياه عقاب شديد للإنسانية عما نقرأه عن نوح الذي نجا من الطوفان الذي ارسله الله لمعاقبة الانسانية المتمردة" ثم تحدث المطران شقور عن مياه نهر الاردن ... مياه البركة بعد أن تعمد به يسوع المسيح، فأصبحت الناس تأتي اليه لتتطهر. وتحدث حضرة الراب يوسف يشار، الراب الرئيسي لمدينة عكا فقال: " ان تطهير الايدي قبل تناول الطعام في الديانة اليهودية تتم فقط بالماء ... فاذا لم يكن هناك ماء فلا يمكن الاكل، ونحن نعرف ان الديانات الاخرى تشدد على هذه الناحية. وللدلالة على اهمية المياه اذكر لكم صلاة هامة تُقال مرة واحدة في السنة – في قمة الاحتفال ببهجة التوراة يتوقف الاحتفال والرقص وتتم تلاوة صلاة المطر. أقول ايضا ان المياه هي للجميع، كلنا بحاجة للماء وبامكانها أن تصل وتقرب بيننا".

د. زياد زامل ابو مخ اقول لسارق المياه قبل الساعة: ألا تخاف من الساعة؟؟
افتتح الشيخ د. زياد زامل ابو مخ مدير الدائرة الاسلامية في وزارة الداخلية الجلسة الثانية وهي بعنوان "المنهج الديني في استخدام المياه في الحياة اليومية: قيمة الماء وعدم تلويثه, وترشيد استهلاكه, ودفع مستحقاته" وشارك بها كل من الشيخ سالم عيادات امام مسجد الزرازير الذي تكلم عن "الاستخدام الشرعي للمياه ودفع المستحقات" فقال ان الاسلام يامرنا بعدم الاسراف بالماء ودعا الى عدم سرقة الماء والى تسديد ثمنه مستذكرا حديثا نبويا جاء فيه (( ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟)) وتحدث الأب د. سيمون خوري عن "المحافظة على مصادر المياه وعدم تلويثه" فقال ان المعمودية تتم فقط بواسطة التغطيس بالماء، ودعا الى المحافظة على الماء وعدم تلويثه والامتناع عن التبذير فيه والى البحث عن طرق لتحلية مياه البحر. وختم الشيخ يوسف ابو عبيد إمام الطائفة الدرزية في شفاعمرو الجلسة فتكلم عن "ترشيد الاستهلاك وعدم السرف الزائد" فشكر الاتحاد على حملته الهادفة الى التوفير بالماء كون الماء عصب الحياة وشريانها النابض ودعا الى تبني اجراءات عملية للتوفير بالمياه وكشف مصادر تسربه. وختم الشيخ د. زياد زامل ابو مخ الجلسة بتساؤل وجهه الى سارق المياه بقوله: اقول لسارق المياه قبل الساعة: ألا تخشى من الساعة؟؟
د. ياسر حجيرات: أدعو الى التشديد على عدم سرقة المياه في المجالس الدينية وخطب الجمعة
وكانت الجلسة الثالثة بعنوان "مكانة المياه في المؤسسات التربوية والتعليمية في الفكر الاسلامي والقانون" أدارها الشيخ زياد زياد زامل ابو مخ وشارك بها المحامي علاء حيدر، مدير مركز العدل البيئي والمستشار القانوني لجمعية الجليل الذي تكلم عن "الماء كحق انساني اساسي في القانون الدولي والمحلي" مستذكرا كيفية تعامل القانون الدولي والمحلي مع الماء ومما جاء في محاضرته ان ادارة حقل المياه في الماضي كانت تتم بشكل غير مرضٍ وكان هناك خلط في الميزانيات ... مما ادى الى انقطاع المياه وخلص الى القول بأن: " قانون المياه يقول انه يجب ان نحصل على المياه بشرط ان تكون صالحة للشرب" وسماحة القاضي د. حمزه احمد حمزة قاضي المحكمة الشرعية في الطيبة والمحاضر في قسم الحقوق بجامعة حيفا الذي تكلم عن "الماء في الفكر والتراث الإسلامي" والذي قال في محاضرته : " لقد تناول الاسلام الماء منذ خلق الانسان وحتى الموت ... أما الماء في القران فقد ورد في سياق التفكر بعبارات مثل: لعلكم تعقلون، لعلكم تتبصرون، لعلكم تتفكرون، الفاظ تدل على استياقف الانسان بكل ما يتعلق بالماء. فالماء عنصر بالغ الاهمية استخدم في مجالات متعددة مما يدل على ضرورة الحرص عليه وعلى استخدامه". وانهى الدكتور ياسر حجيرات رئيس مجلس محلي بير المكسور الجلسة الثالثة بمحاضرة عن "الماء عنصر اساسي في أجسامنا" فافتتح كلامه بتوجيه الشكر للدكتور احمد حجازي مدير عام الاتحاد على تنظيم المؤتمر لإفادة رجال الدين علهم يكونون صدى في المجتمع لما قيل في جلسات المؤتمر. وفي بداية محاضرته قال د. حجيرات: " بداية اوجه رسالة الى كل رجال الدين من جميع الطوائف: يجب ان يتم الحديث عن موضوع سرقة المياه، فهي أمر غير مقبول وتحرمه الديانات السماوية ... يجب الحديث عنها في المجالس الدينية وفي خطب الجمعة وتكرارها. هناك خطأ في المفهوم وكأنه من المحلل السرقة من اتحاد المياه".
تكريم مدراء المدارس
وفي نهاية هذا المؤتمر العامر قام اتحاد المياه والصرف الصحي بتكريم مدراء وطواقم المدارس والمؤسسات الجماهيرية التي شاركت في المشروع التربوي- الاجتماعي "قطرة ماء" لعام 2011، الهادف الى ترشيد استهلاك المياه، من خلال تقديم شهادات التقدير الى مدراء المدارس التالي: الابتدائية "د" في طمرة، والمدرسة الاعدادية ب في عبلين، ومدرسة البيروني في طمرة، والمدرسة الاعدادية على اسم عاطف خطيب في شفاعمرو، ومدرسة ابن سينا بطمرة، والمدرسة الابتدائية "ج" ببير المكسور، ومدرسة ابن سينا طمرة، ومدرسة ابو الرما بطمرة ومدرسة ابن سينا في كفر مندا. كما وتم تقديم شهادات تقدير الى مدير المركز الجماهيري بطمرة الاستاذ عادل خطيب والى مسؤول الشبيبة في المركز الاستاذ شهاب ياسين والى الاستاذ محمود صبح من المركز الجماهيري بشفاعمرو.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]