في اعقاب الاحداث الاخيرة والمواجهات التي حصلت في الناصرة خلال المظاهرة القطرية التي شارك بها عدد كبير من الجماهير العربية في الداخل، قامت الشرطة بإعتقال ما يقارب الـ18 ناشطًا اطلقت سراح بعضهم وقامت بتمديد اعتقال تسعة اخرين حتى العشرين من شهر اب.

من التحقيقات يتضح أن للجميع تنسب شبهة التحريض، سواءً الكلامي أو الفعلي، وفي هذا السياق كان لنا الحديث مع المحامي والناشط الحقوقي أحمد خليفة، مدير البرامج في المؤسسة العربية لحقوق الإنسان. 

التحريض هو مخالفة، لكن ...

خليفة تحدث لـ "بكرا" عن الحق الاساسي وهو حرية التعبير عن الرأي والفرق بينه وبين التحريض قائلا: تقوم الشرطة والمحاكم الاسرائيلية في الفترة الاخيرة باستعمال تهمة التحريض ضد الكثير من المتظاهرين الذين يقومون بالتعبير عن ارائهم بشكل طبيعي ازاء ما يجري في غزة والضفة الغربية والقدس ايضا منذ مقتل الفتى الشهيد محمد ابو خضير. حسب القانون الاسرائيلي التحريض هو مخالفة، والشرطة تقوم بتوجيه هذه التهمة الى المتظاهرين بسهولة كبيرة. ويجب الإنتباه لعدة نقاط هنا.

واوضح خليفة: هنالك اركان معينة لتواجد فعل مثل التحريض، مثل دعوة مجموعة من الناس لارتكاب اعمال مبنية على نوع معين من التحريض، مثل تحريض للعنصرية او العنف، وبالتالي ينتج عنه افعالا معينة، او ارتكاب فعل لما دعا اليه التحريض، وجماهيرنا العربية عمومًا، والنشطاء، حتى الآن لم يقوموا بإفعال تصب في خانة التحريض وفق لهذا التعريف...فهي لم تتجاوز مرحلة التصريحات إلى الفعل.

كم الأفواه 

واسهب خليفة في الشرح : الحملة التي تشن على الناشطين السياسيين والاجتماعيين في الداخل هي حملة تحريضية، هدفها الاساسي هو كم الافواه،  حيث بمجرد ان يقوم اي شخص بكتابة ستاتوس يعبر عن رأيه بما يتعلق باحداث غزة، تقوم المؤسسة، بكافة أذرعها، وعلى الفور بتقديمه للقضاء بشبهة، وحتى أن أمر تمديد اعتقاله ياتي بناءً على هذه الشبهة التي غالبا ما تكون من نسيج خيال الشرطة بمحاولة منها للتخويف وكم افواه الشباب.

وتابع: رأينا انه في اعقاب قتل الثلاثة مستوطنين اليهود في الضفة الغربية كانت هنالك حملات تحريض تدعو الى الانتقام وقتل العرب، ودفعت هذه التحريضات إلى القيام بأعمال عنصرية فعلية تجاه العرب، ورغم سياسية الكيل بمكياليين من قبل المؤسسة الإسرائيلية وتهاونها مع المحرضين اليهود، إلا أنها مثالا واضحًا للتحريض كتهمة.

المناخ السياسي السائد 

وعلل خليفة بان السبب الرئيسي من وراء الاعتقالات التي تقوم بها الشرطة خلال التظاهرات الاحتجاجية هو المناخ السياسي السائد حيث قال: المناخ السياسي الموجود اليوم، في ظل الحرب التي تشن على غزة، وفي ظل مناخ منتفض نسبيا، اصبحت اي كلمة يقولها اي ناشط سياسي ممكن اعتبارها تحريض من قبل سلطات الدولة. وعبر هذا المنبر نحن نتوجه لجميع الشباب ونقول لهم بان هذا غير حقيقي وغير قانوني، حيث من الهام ان يعرف الشباب ما هي حقوقهم وخاصة الحق الاساسي في التعبير عن الرأي. كما انه من الهام معرفة كيفية الاجابة اثناء التحقيقات, وقد رأينا في الفترة الاخيرة ملفات تم فتحها لعدد من الشبان والشابات فقط يتهمونهم من خلالها بالتحريض بالدعوة الى المظاهرات، وهو امر قانوني وحق اساسي، فالمجتمعات الديمقراطية الحقيقية تشجع التظاهر والتعبير عن الرأي.

إحتجاجات الناصرة قانونية 

وتطرق خليفة في حديثه الى الاشتباكات الاخيرة والاعتقالات التي قامت بها الشرطة خاصة في مظاهرة الناصرة قائلا: حسب رأيي الاحتجاجات والتظاهرات التي حصلت بالفترة الاخيرة هي قانونية جدا. كما ان الشباب لديه وعي كافي في كيفية التظاهر بشكل حضاري والتعبير عن رأيه. اؤكد بانه يجب توجيه اصابع الاتهام في ذلك الى الشرطة التي تقوم باستفزاز المتظاهرين حيث ان وجودها يهدف الى افتعال المشاكل والاشتباكات مع المتظاهرين.

واوضح خليفة وجهة نظره قائلا :الشباب يقومون بدور طبيعي جدا شعبهم يذبح واقل الايمان هو ان يقوموا بالتضامن مع ابناء شعبهم، لكن حتى فعل التظاهر اصبح غير ممكنا بسبب مناخ فاشي يسيطر على فلسطيني الـ48 .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]