جزئت حرب أل-67 العائلات والأهل، وأبعدت الأب عن ابنه وإخوته، فلم يعد يرى الواحد منهم الآخر، إلا بعد مفاوضات وتدخل شخصيات مرموقة من الطرفين وجهات دولية.

هذا ما يحدث مع أهالي هضبة الجولان السورية، فقسم من عائلاتهم تعيش تحت السيادة الإسرائيلية والقسم الثاني تعيش تحت السيادة السورية، فمن بينهم عائلات لم يرى الابن والده والشقيق شقيقه، منذ أكثر من 40 عام، أي من فترة حرب 1967.

لقد كانت الزيارات مقتصرة على الرجال عند معبر القنيطرة، إلا في الحالات الخاصة، لكن في السنة الماضية سمح لأول مرة لحوالي أل-50 امرأة من هضبة الجولان بعبور الحدود عبر معبر القنيطرة إلى سوريا لزيارة الأهل، وهذه السنة خرجت عبر معبر القنيطرة 220 امرأة جولانية لزيارة أبنائهم في الجانب السوري.

فقد تولت لجنة الصليب الأحمر الدولية وقوات الأمم المتحدة، بتسهيل عملية الانتقال من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب السوري، ووصل المسافرون من الجانب الإسرائيلي في حافلات إسرائيلية، وعند نقطة الحدود انتقلوا إلى حافلات تابعة للأمم المتحدة، حيث قامت بنقلهم إلى نقطة الأمم المتحدة الواقعة بين النقطتين الإسرائيلية والسورية، ومنها إلى الجانب السوري.

من سيزور من...

وخلال عملية انتقال المسافرين من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب السوري، التقى مراسل موقع "بكرا" بعدد من المسافرين الذين عبروا عن مدى فرحتهم وسرورهم العميقين، للسماح لهم برؤية أحبائهم وأبناء عائلاتهم.

وقال محمد بطحيش: "هذه أول زيارة لي لسوريا، لم أرى أقاربي منذ أكثر من 3 سنوات ونصف".

أما يحيى صفدي فقد قال بدوره : "أنا مسرور جدا، سأرى أهلي وأبنائي (أخي، أختي وابنتي)، هذه أول مرة ازور فيها سوريا منذ عام 1970، أقول بان ما فعلناه لم تفعله الدول، واجب علينا القيام بالشعائر الدينية، لكن لدينا أهل وأولاد سنقوم بزيارتهم أولا، سنبقى هناك فترة 5 أيام".

وقالت نجية أبو سعدى: "هذه أول مرة أسافر فيها إلى سوريا، من بعد الحرب عام 1967، سأزور أبي وعائلتي هناك".

سهام أبو صالح قالت: "هذه أول مرة أسافر فيها إلى سوريا، سأزور أخي، لم أراه منذ فترة طويلة، أتمنى أن تفتح الطريق وان يقوم كل إنسان برؤية أهله وان يصبح ذلك حلم، فالجولان سوري".

زينة صبرا قالت: "أنا ذاهبة لزيارة ابني شكيب صبرا، لم أراه منذ 11 سنة، فهو يقطن في جرمانة، لقد سافر ليتعلم في سوريا وبقي هناك".

حسن سعيد أيوب، سافر برفقة زوجته وقال: "سأزور أهلي وأقاربي، كذلك أصدقائي، سأقوم بزيارة الأماكن المقدسة هناك وسأقوم بالشعائر الدينية، لقد سمحوا لنا بالسفر لمدة 5 أيام فقط ولم تسمح لنا السلطات الإسرائيلية للبقاء هناك مدة أطول من ذلك، وإذا بقينا هناك فترة أطول ولو بيوم، فلن يسمحوا لنا بالسفر في السنة القادمة".

في لقاء مع سيسيليا غوين، الناطقة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر عند معبر القنيطرة قالت: بأنه سيعبر الحدود اليوم حوالي أل-700 زائر من ألدروز الذين يعيشون في إسرائيل إلى سوريا، ذلك تمهيدا لزيارة أقاربهم والأماكن المقدسة.

وأشارت بأن الصليب الحمر الدولي يقوم بعمل إنساني من اجل مساعدة هذه العائلات ولتسهيل زيارة أقاربهم، وقالت بأنه يسود المكان شعور من الفرح والسرور لان الجميع سعداء جدا بزيارة عائلاتهم في سوريا، وان هناك الكثيرين منهم يعبرون الحدود لأول مرة لزيارة عائلاتهم وذويهم.
وأشارت بان عدد النساء هذه المرة كبير جدا، وانه لأول مرة ستعبر الحدود نحو 220 امرأة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]